كشفت التحقيقات والتحريات مع المتهمين فى خلية «العائدين من سوريا»، التى كانت أجهزة الأمن ألقت القبض على 5 من عناصرها بمحافظة دمياط، أنهم كانوا يخططون لاستهداف رجال الشرطة والجيش، وارتكاب أعمال نوعية داخل الأراضى المصرية، عقب تلقيهم تدريبات فى سوريا وتركيا، خاصة عقب سفر العناصر إلى سوريا والانخراط فى صفوف تنظيمى «النصرة وداعش».
وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية عن الأشخاص الذين تولوا تدريبهم على استخدام السلاح، وكيفية القيام بالعمليات الاستشهادية، وقالوا إنهم عادوا إلى البلاد، وكانوا فى انتظار صدور تكليفات لهم بتنفيذ عمليات عدائية داخل مصر.
وقالت مصادر بقطاع الأمن الوطنى، إن المتهمين هم: على أحمد ضياء الدين وشقيقاه محمد وسعد من مدينة دمياط الجديدة ومصطفى رمضان أحمد الغندور وعاطف محمد أحمد حسن الحنفى، من كفر سعد بمحافظة دمياط، وغادورا البلاد إلى دولة تركيا وتسللوا منها إلى سوريا.
وأضافت أن المتهمين انضموا لأحد المعسكرات الإرهابية، ويدعى «معسكر خطاب»، وتلقوا فيه التدريبات البدنية والفكرية والعسكرية ودورات متخصصة فى إعداد العبوات المتفجرة والمشاركة فى تنفيذ عمليات إرهابية، بل إنهم شاركوا فى عمليات ضد الجيش السورى، وشاركوا فى عملية استشهادية، أسفرت عن مصرع 100 من رجال النظام السورى، وكانوا بمثابة قوات دعم للقوات المشاركة فى الهجوم.
وتابعت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، أن قطاع الأمن الوطنى يراجع ملفات 600 مصرى، غادورا البلاد قبل 30 يونيو، والمعلومات الأمنية تشير إلى تواجدهم فى سوريا والعراق، وأن متابعة دقيقة تتم لهذا الملف تحديدا، خاصة أن اعترافات المتهمين أشارت إلى وجود هذه المجموعات، التى انضمت إلى جيش دولة الخلافة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وجبهة النصرة، ونقلوا بعض التكليفات إلى مصر، عن طريق بعض الذين تلقوا تدريبات هناك فى صفوف ومعسكرات «أبوخطاب المصرى».
وشددت المصادر على أن «المجموعات التى تم القبض عليها كان من المقرر أن تصدر بيانات تؤكد وجود (داعش) فى مصر، وكل المعلومات عن هذه الجماعات يتم التعامل معها بمنتهى الجدية».
وتابعت: «المتهمون فجروا العديد من المفاجآت فى اعترافاتهم أمام ضباط الأمن الوطنى، منها انتظارهم تكليفات رسمية من بعض القيادات فى سوريا والعراق، والمتهم على أحمد ضياء الدين، قال فى اعترافاته إنه سافر إلى سوريا والتحق بمعسكر (كتيبة خطاب)، ومعسكر (أبوخطاب المصرى)، وأنه تلقى تدريبات مكثفة لمدة شهر كامل، عن كيفية استخدام السلاح، وكذلك بعض التدريبات البدنية، وأخرى تكتيكية عن كيفية مواجهة العدو واستخدام الأسلحة الثقيلة». وأضاف المتهم، فى اعترافاته- حسب المصادر- أنه شارك فى عمليات عسكرية فى سوريا فى عملية «معاقل ارتيب»، وهى عملية شاركت فيها قوات من معسكر خطاب، لكن العملية فشلت ضد الأكراد، وبعدها انسحبت القوات وعادت إلى المعسكر، وشاركوا فى عملية أخرى، أصيب خلالها شقيق أحد المتهمين، ويدعى (محمد) فى رقبته، وكانت هذه المواجهات مع الأكراد».
كما أدلى المتهم مصطفى الغندور باعترافاته قائلا: «سافرت إلى سوريا عبر تركيا، وبقيت فى معسكر أبوخطاب المصرى، وتم تجهيزى داخل المعسكر، الذى يتبع تنظيم دولة الإسلام بالعراق والشام، وتلقيت تدريبات على يد مسؤول المعسكر أبوحمزة الأذربيجانى، وهو من دولة أذربيجان، كما تلقيت دروسا دينية وتثقيفية على يد أبوحمزة السيناوى، وهو من سيناء، وبعدها شاركت فى دورة تدريبية مكثفة لمدة 3 أيام على يد أبويعقوب الجزارنى، عن كيفية فك السلاح وتركيبه، وكانت هناك دورة أخرى لمدة 5 أيام عن حرب المدن التكتيكية، وصعود الجبل ونزوله، واستخدام السلاح».
وأضاف «مصطفى»: «شاركت فى عمليتين إحداهما شاركت فيها كتيبة الشيشانيين، وكان دور الكتيبة هو المساندة، وأنا شاركت فى استخدام مدفع محلى الصنع، وتم تدريبى على استخدامه، لكن هذا المدفع لم يطلق أى طلقات، وانفجر وأصابنى بحروق فى وجهى، ونزلت ولم أشارك فى هذه العملية، وفى العملية الثانية كان جهادى يدعى أبوريان الجزراوى، قاد سيارة بها متفجرات، وانفجرت وقتلت 100 من أنصار الجيش النظامى السورى، وشاركت فى هذه العملية 3 كتائب، هى جيش محمد وكتيبة من الجيش الحر وكتبية خطاب المصرى، وبعد 3 ساعات من الالتحام مع الجيش السورى، انسحبت كتبتا محمد وأبوخطاب، وعقب العودة انفصلت كتيبة خطاب عن داعش، وانضمت إلى جبهة النصرة التى تنتمى إلى تنظيم القاعدة».