هى أقسى لحظة فى العُمر بأسره أن تودع من تحب لآخر مرة، إيذانا بالرحيل إلى حيث لقاء الله.. هى مشيئة الله التى لا مُعقب عليها لأن الموت هو نهاية كل حى وفى النهاية كما قال المولى سبحانه «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى الجلال والإكرام».. أليمة هى «النظرة الأخيرة» نظرة تحفر فى الذاكرة لا تفارقها حتى آخر العُمر!!.. عند ميلاد الابن فأول من يراه دوما أبواه.. إذا ما شاءت المقادير أن يموت الابن فى حياة أبيه وأمه لا تسل بعدها عن كلمات تُعبر عن آلام لحظة الوداع، وكَم العبرات التى لا تتوقف لوعة وأسى على فراق فلذة الكبد.. ذات يوم كتب شاعر قائلا: «بأى اللغات أبكى عليك؟» وقد أبكانى ليظل هذا المعنى الأليم فى خاطرى إلى أن فارقنا ابنى الأكبر فى فجر صباه!!. المشهد يتجدد كل يوم عند فراق فلذات الأكباد وقد تعددت الأسباب والموت واحد، لأجدنى أبكى مع من فقدوا شقائق الروح، لأن من رحل عزيز على القلب والعين.. مشاهد الموت فى بلادى تعددت وآخرها النعوش التى تحمل الشهداء من خير أجناد الأرض وقد امتدت إليهم يد الإرهاب الآثمة لتفجع مصر فى خيرة شبابها جراء حوادث إرهابية فى سيناء وفى مواضع كثيرة بمصر!، والعزاء أنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
أحمد محمود سلام
محام بالنقض- بنها