توج فريق وفاق سطيف الجزائري ببطولة دوري أبطال إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه عقب تعادله «1/1» مع ضيفه فيتا كلوب الكونغولي في إياب نهائي المسابقة على ملعب مصطفى تشاكر بمدينة البليدة، السبت، ليهدي الجزائر لقب البطولة للمرة الخامسة في تاريخها وذلك في الذكرى الستين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية.
كان الفريقان قد تعادلا «2/2» في لقاء الذهاب الذي أقيم بالعاصمة الكونغولية كينشاسا، الأحد، ليتوج الفريق الجزائري باللقب بعدما تفوق بفارق الأهداف خارج الأرض على نظيره الكونغولي.
وافتتح سفيان يونس التسجيل لمصلحة الوفاق في الدقيقة 50، قبل أن يدرك فيتا كلوب التعادل سريعا عن طريق لاعبه ليما مابيدي في الدقيقة 54.
وبات وفاق سطيف أول ناد جزائري يتوج بالبطولة بنظامها الحديث الذي بدأ عام 1997، كما أصبح أول فريق من الجزائر يتأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية، حيث يواجه في الدور الثاني للبطولة، التي ستقام بالمغرب الشهر المقبل، الفائز من لقاء المغرب التطواني المغربي مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي.
وعلى مدار 50 عاما، منذ أن أقيمت النسخة الأولى للمسابقة بنظامها القديم الذي جرى تحت اسم كأس الأندية الإفريقية أبطال الدوري عام 1964، لم تفز الأندية الجزائرية بالبطولة قبل لقاء اليوم سوى في أربع مناسبات فقط.
كان فريق مولودية الجزائر هو صاحب الريادة بعدما توج بالبطولة للمرة الأولى في تاريخ الأندية الجزائرية عام 1976، ثم لحق به شبيبة القبائل عام 1981 قبل أن يفوز الوفاق باللقب عام 1988، ثم عاد الشبيبة ليفوز بالبطولة مجددا عام 1990.
ومنذ ذلك الحين لم تذق الأندية الجزائرية طعم البطولة، بل إنها فشلت جميعها في مجرد الوصول إلى المباراة النهائية للمسابقة، ليأتي الوفاق بعد غياب استمر 24 عاما ليعيد الأندية الجزائرية إلى منصة التتويج مرة أخرى.
وأثبت الوفاق بهذا الانتصار أن الطفرة التي تعيشها الكرة الجزائرية حاليا لم تكن مرتبطة بالمنتخب الجزائري الذي تأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم الماضية بالبرازيل فحسب، بل إنها امتدت أيضا إلى الأندية الجزائرية التي ظلت تبحث عن لقبها الإفريقي الأول منذ 12 عاما حينما فاز شبيبة القبائل بكأس الاتحاد الإفريقي «الكونفيدرالية الأفريقية» عام 2002.
ومن المقرر أن يلتقي وفاق سطيف في بطولة كأس السوبر الإفريقي العام المقبل مع الفائز من مواجهة الأهلي المصري وسيوي سبور الإيفواري اللذين تأهلا لنهائي بطولة الكونفيدرالية الإفريقية هذا العام.
يذكر أن الوفاق سيحصل على جائزة قدرها 1.5 مليون دولار من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف»، بالإضافة إلى مليون دولار أخرى مقدمة من الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» نظير المشاركة في مونديال الأندية.
بدأت المباراة بنشاط هجومي من جانب وفاق سطيف مستغلا مؤازرة عاملي الأرض والجمهور له واحتسبت له ثلاث ضربات ركنية في الدقائق الخمس الأولى ولكنها لم تسفر عن شيء.
حاول فيتا كلوب تهدئة اللعب وامتصاص حماس الفريق الجزائري، وبدأ الفريق الكونغولي في مبادلة الهجمات بعد مرور عشر دقائق، وأنقذ سفيان خدايرية حارس مرمى وفاق سطيف فريقه من تلقي الهدف الأول في الدقيقة 13 بعدما تصدى ببراعة لركلة حرة مباشرة نفذها ليما مابيدي.
بمرور الوقت سيطر فيتا كلوب على منتصف الملعب في ظل لجوء لاعبي وفاق سطيف إلى الدفاع دون داع، ليأخذ فيتا زمام المبادرة ويشن سلسلة من الهجمات على مرمى خدايرية ولكنها افتقدت الخطورة بسبب رعونة لاعبيه الذين اتسم أداؤهم بالعشوائية.
حاول وفاق سطيف تنظيم صفوفه مجددا واحتسبت له ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 30 نفذها أكرم جحنيط ولكنها ذهبت بعيدة تماما عن المرمى.
وأهدر فيتا كلوب أخطر فرصة في الدقيقة 40 بعدما مرر صانع ألعابه جوي لوساديسو باسيسيلا كرة بينية إلى موبيلي الذي تسلم الكرة داخل منطقة الجزاء وسط حراسة مدافعي الوفاق ولكنه أطاح بالكرة بعيدا عن المرمى.
ولم تشهد الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول أي جديد لينتهي بالتعادل السلبي.
وبدأ الشوط الثاني بسيطرة متبادلة من كلا الفريقين قبل أن يحرز سفيان يونس الهدف الأول لسطيف في الدقيقة 53، من متابعة للتمريرة العرضية التي لعبها الظهير الأيمن لقرع محمد التي تخطت الجميع لتصل إلى يونس الخالي من الرقابة والذي تواجد على القائم الثاني ليضع الكرة بقدمه داخل الشباك، وسط فرحة هيستيرية من الجماهير الجزائرية التي احتشدت في المدرجات.
ولكن لم تدم فرحة الجزائريين طويلا عقب تسجيل ليما مابيدي هدف التعادل لفيتا كلوب في الدقيقة 54، حيث قاد نزينجا لوفومبيو هجمة من الناحية اليمنى للفريق الكونغولي قبل أن يمرر الكرة عرضية أبعدها الدفاع الجزائري بطريقة خاطئة لتصل الكرة إلى مابيدي الذي صوب تسديدة صاروخية من على حدود المنطقة سكنت الزاوية اليسرى العليا لمرمى خدايرية.
لجأ وفاق سطيف إلى الدفاع بمرور الوقت؛ مما أعطى الفرصة مجددا لفيتا كلوب لفرض سيطرته على مجريات اللقاء، وحاول الفريق الكونغولي التسديد من خارج المنطقة ولكنها ذهبت جميعها في أحضان خدايرية.
وعلى عكس سير اللعب كاد جحنيط يسجل الهدف الثاني لسطيف في الدقيقة 70، بعدما تلقى الكرة من المحترف الجابوني بنجامين زي أوندو ليصوب تسديدة قوية على يسار نيلسون بونجامان حارس مرمى فيتا كلوب الذي أمسك الكرة بثبات.
وكثف فيتا كلوب من هجماته في ربع الساعة الأخير بحثا عن الهدف الثاني وسط استبسال دفاعي من جانب الوفاق الذي أغلق لاعبوه كل المنافذ أمام مرمى خدايرية لتنتهي المباراة بالتعادل وتتويج وفاق سطيف بلقب دوري أبطال إفريقيا.