x

عادل نعمان ريحانة الإيرانية.. فى وحل الفاشية عادل نعمان السبت 01-11-2014 21:11


«كان يجب أن أكون أنا القتيلة. كان جسدى ليُلقى فى إحدى زوايا المدينة؛ وبعد أيام كانت الشرطة ستأخذكِ إلى مكتب الطبيب الشرعى لتتعرَّفى على الجثة؛ وكنتِ ستعرفين حينها أنى قد اغتُصبت».

مسكينة ريحانة الإيرانية إذ اغتصبت ولم تقدم دليلاً شرعياً من أربعة شهود على اغتصابها تحبس وجنينها فى أحشائها، وإذا قتلت مغتصبها شُنقت فيه قتلاً «بعض نساء المسلمات أثناء الاغتصاب هرباً من العقوبتين يُقدمن على الانتحار، فهو أشرف لهن لأن القتل مصيرهن فى الحالتين».

ريحانة الإيرانية شنقت يوم السبت الموافق 25 أكتوبر 2014 على جريمة قتل مُغتصبها رجل المخابرات الإيرانية عام2007 حين دعاها وهى مهندسة ديكور إلى الاتفاق على أعمال لمكتبه، واغتصب المسكينة ولم تجد مفرا من قتله، البعض يقول انتقاما منه، والبعض يقول قتلته أثناء مقاومته من اغتصابها، لحظة الدفاع عن النفس لاتفرق كثيرا بين الانتقام أو دفع الأذى، وظلت المسكينة تسع سنوات فى الحبس الانفرادى فى أحد سجون إيران، وشنقت حين اكتملت سنها ستة عشر ربيعاً.

وأتساءل: «كيف نبيح للرجل الدفاع عن ماله وعرضه وشرفه حتى القتل ويخرج منها بطلاً، ولا نمنحه لصاحبة العرض والشرف ذاته»..؟

ريحانة تخاطب أمها عزيزتى شعلة:

«لا تبكِ مما تسمعين. فى أول يوم لى فى مركز الشرطة آذانى ضابط كبير السن وغير متزوجٍ بسبب أظافرى. عرفت حينها أن الجمال ليس من سمات هذا العصر». نعم ياعزيزتى ريحانة، القبح رداؤهم، والجهل غطاؤهم، والدين ستارهم يتخفون وراءه لارتكاب كل الموبقات تحت عباءة فتاوى الظلم والقهر، ولكن الله غالب أمره. قالت ريحانة «أمام محكمة الله سأوجه الاتهام إلى المفتشين؛ وإلى القاضى وإلى قضاة المحكمة العليا، الذين ضربونى، ولم يتورَّعوا فى التحرش بى، فى الآخرة سأوجه الاتهام وسيكونون متهمين، وعينى تنتظر إرادة الله.. أردت أن أضمك إلى صدرى».

ياريحانتى يامسكينتى، أباحوا الوطء للجندى بعد الانتصار فى الغزو للأسيرات قبل تقسيمهن غنائم، أليس للقاضى والسجان والجلاد الحق فى التحرش بك وأنت مهيضة الجناح، أسيرة ساحة عدالتهم، فكلكن مهيضات الجناح، وأسيرات معركة قتال، ومعركة عدل، فهذا عدل ظالم وذاك أظلم.

ياأيها الظالم المستبد، ياأيها المغتصب حقوق المقهورات المغتصبات، لملم عباءتك، وسجادة صلاتك ومسبحتك، واحلق لحيتك المتدلية على صدرك، وشق جلبابك القصير، وانزل واغتسل فى نهر الفضيلة، ثم اخرج وهندم ذاتك حتى ترضى بك النساء زوجاً ولست مغتصباً.

ياريحانة: قولى لربك إن من يحمينا باسمك يبيع فينا ويشترى، ونحن بضاعتك، ويأسرنا سبايا ونحن عبيدك، ويناكحنا جهادا دون قبول أو رضا، وما يتبقى منا يرميه رُكاما، ونحن خلقك، ألسنا شمس حقيقتك، فكيف يطفئها الجهلاء..؟ ألسنا جمال ـ صنعتك ـ فكيف يقبحنا السفهاء وخفافيش الظلام.؟

أنت ياريحانة أشرف من قاتلك ومغتصبيك، قالت «لا أريد أن أتعفَّن تحت الثرى. لا أريد لعينيَّ أو لقلبى الشاب أن يتحوَّل إلى تراب. توسَّلى لهم ليعطوا قلبى، وكليتى، وعينى، وعظمى، وكل ما يمكن زرعه فى جسدٍ آخر، هديةً إلى شخصٍ يحتاج إليها بمجرد إعدامى».

ياريحانة.. أنت أنبل من قاتلك حتى بعد موتك، بضاعة الله التى باعوها كانت منحتك لعباده، لن يتركوا جسدك فى أجساد البشر، باسم الدين لن يقدموا العون للأحياء، فكما قتلوك بغير حق سيدفنون جسدك بغير بحق، لكنه ياعزيزتى حق التراب ليتعفن فيه جسدك. ياريحانة التراب مخلوق ابتدعه الجهلاء حتى ندفن فيه عجزنا ـ وقهرنا، لا تطمئنى، لن يتركوا جسدك فى جسد غيرك وسيوارى التراب، ويتعفن، وسيدفنون جريمتهم معك. لنا الله من جهل الجهلاء وحماقة الحمقى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية