يحسم، الأحد، المكتب التنفيذى للاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» برئاسة الكاميرونى عيسى حياتو، قراره بشأن بطولة أمم أفريقيا 2015 سواء بإقامتها فى المغرب، التى طلبت تأجيل البطولة بسبب انتشار وباء إيبولا فى دول غرب أفريقيا، أو تأجيلها لمدة سنة لتقام فى يناير 2016، ويضم المكتب التنفيذى 16 عضواً من دول مختلفة، بينهم هانى أبوريدة، نائب رئيس المكتب التنفيذى، الذى لا يحق له التصويت فى القرار بصفته عضواً فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا».
وعلمت «المصرى اليوم» أن قرار تنظيم البطولة من عدمه سيطر على المسؤولين بالاتحاد الأفريقى «كاف» خلال الأيام الماضية، ورفض عيسى حياتو إبلاغ أى عضو فى المكتب التنفيذى بقراره النهائى بسبب الخطوات السرية التى يقوم بها لإنقاذ البطولة من الإلغاء، فى ظل الخسائر المالية الفادحة التى ستوقع على الـ«كاف» من الشركات الراعية التابعة له.
وبدأ حياتو، منذ إعلان المملكة المغربية قرارها، فى اتخاذ تدابير من أجل إقامة البطولة فى موعدها، أو البحث عن دولة أخرى، أو تأجيلها إلى وقت آخر، ولكن حياتو وضع قرار إلغاء البطولة آخر الخيارات أمامه فى الوقت الحالى، وهو الأمر الذى دفعه لعقد اجتماع المكتب التنفيذى اليوم للاستماع إلى اقتراحات الأعضاء ومناقشتها قبل الإعلان النهائى بتحديد مصير البطولة.
وأرسل حياتو خطاباً رسمياً إلى المملكة المغربية يطلب فيه مقابلة الملك محمد السادس لإقناعه باستضافة البطولة فى موعدها، وجهز رئيس الاتحاد الأفريقى ملفاً خاصاً عن الخسائر المالية التى سيتكبدها «كاف» فى حالة إلغاء البطولة.
ورفض حياتو إعلان التفاصيل المالية لأى عضو فى المكتب التنفيذى أو المسؤولين بالكاف، وفى نفس الإطار خاطب حياتو المنظمة الدولية للصحة العالمية للتأكد من حقيقة انتشار مرض إيبولا ومدى تأثيره على الدول المضيفة للبطولة، خصوصاً وأن حياتو أكد للمقربين منه أنه لن يتخذ قراراً بإقامة البطولة يكون فيه ضرر للشعوب فى أفريقيا، لافتاً إلى أنه يهتم بتطوير الكرة فى أفريقيا، لكن ليس على حساب مصائر الشعوب فى القارة السمراء.
وينتظر حياتو رداً من المملكة المغربية بشأن مقابلة الملك محمد السادس للسفر إلى الرباط غداً الاثنين لمناقشته فى كافة التفاصيل، وكانت المغرب قد تقدمت بطلب تأجيل البطولة خوفاً من انتشار مرض إيبولا فى غرب أفريقيا.
وكان حياتو قد أصيب بصدمة بعد إعلان مصر وجنوب أفريقيا صعوبة استضافة البطولة، حيث كان يعلق أملا كبيرا على استضافة إحدى الدولتين للنهائيات، لكن الحكومة المصرية فضلت عدم استضافة البطولة نظراً للأوضاع التى تمر بها البلاد، بينما رفض البرلمان فى جنوب أفريقيا استضافتها.
وأجرى حياتو اتصالات بمسؤولى بعض الدول لاستضافة البطولة، حتى يؤمن قراره فى حالة صعوبة إقامتها فى المغرب، من بينها الجزائر والكاميرون وكوت ديفوار، وينتظر أن يعرض رئيس الاتحاد الأفريقى تصوره النهائى خلال اجتماع المكتب التنفيذى اليوم.
وخاطب حياتو، جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، وجيروم فالك، السكرتير العام، من أجل بحث إمكانية التأجيل ومدى تأثيرها على الأجندة الدولية، وتعارضها مع بقية البطولات التى ينظمها «فيفا» والدوريات فى العالم.
ووفقاً لمصدر مسؤول بـ«كاف»، رفض ذكر اسمه، فإن حياتو يرفض إقامة البطولة خلال فصل الصيف نظراً لارتفاع درجة الحرارة، وخوفاً على اللاعبين والأجهزة الفنية من الإرهاق، وكان حياتو قد اعترض فى وقت سابق على إقامة البطولات الدولية خلال أشهر الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يؤثر سلباً على أداء المنتخبات، ويضعف من قوة البطولات العالمية.
من جانبه أكد عمرو شاهين، مدير التسويق بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»، أن المكتب التنفيذى سيناقش القرار اليوم، وسيتم الإعلان يومى 3 أو 4 نوفمبر الجارى، مشيراً إلى أن الناحية التسويقية ليس لها علاقة بقرار الاتحاد الأفريقى، وإنما مصلحة الكرة الأفريقية وصحة الشعوب تأتى فى المقام الأول، واعترف شاهين بوجود حالة من القلق داخل الشركات الراعية للكاف خوفاً من إلغاء البطولة، مؤكداً أن الكاف سيتكبد خسائر مالية فى حالة الإلغاء وليس التأجيل، وشدد على أن القرار سياسى أكثر منه تسويقى، ومن ثم فإن المكتب التنفيذى يناقش الأمر، وسيتم الإعلان عن القرار فى بيان رسمى غداً أو بعد غد.
ولفت شاهين إلى أنه اجتمع مع مسؤولى الشركات الراعية فى الأيام الماضية، وأبلغهم أن القرار سيعلن فى أقرب وقت حتى يتمكن الرعاة من تحديد ارتباطاتهم المالية وفقاً لإقامة البطولة من عدمها.
وأضاف شاهين أن الكاف يحترم عقوده مع الرعاة، مشيراً إلى أن هناك بنودا فى العقود مع الكاف تتضمن الحالات الاستثنائية التى تطرأ على البطولات التى ينظمها، مثلما يحدث مع بطولة أمم أفريقيا، وعاد وأكد أن المكتب التنفيذى سيتخذ قراره وفقاً لما يخدم مصلحة الكرة الأفريقية ولا يضر الشعوب.
فيما أكد محمود بكر، الخبير الكروى أن الاتحاد الأفريقى سيكون المتضرر الوحيد فى حالة إلغاء البطولة باعتبارها تدر على الكاف دخلاً مالياً كبيراً، وقال: أمم أفريقيا هى إحدى آبار البترول التى تنعش خزائن الكاف من خلال الشركات الراعية، وهو ما يدفع عيسى حياتو للقتال عليها من أجل إقامتها وإنقاذها من الإلغاء، وشدد بكر على أن البطولة لم تعد جاذبة لأى دولة سواء من الناحية الاقتصادية أو الفنية بدليل عدم تقدم أى دولة لتنظيمها.
وقال: الشعوب الأفريقية تعانى الفقر والأمراض وهو ما يمنعها من السفر خلف منتخباتها من أجل مؤازرتها فى البطولة، حتى نقول إن أى دولة ستنتعش اقتصاديا فى حالة تنظيمها، بعكس بطولة أمم أوروبا التى تعد جاذبة لأى دولة تستضيفها فى أوروبا، فضلاً عن اختلاف الحالة الاقتصادية فى أوروبا عن أفريقيا، وتوقع بكر أن تندثر بطولة أمم أفريقيا مع مرور الوقت فى ظل الأمراض والفقر التى تعانى منه الدول الأفريقية، لافتا إلى أنها لم تعد الأقوى فنياً بسبب خوف نجوم القارة السمراء من الإصابة فى النهائيات.
وأكد بكر أن المونديال العالمى والأفريقى ليس الأفضل فنياً، لافتا إلى أن الدوريات فى العالم أقوى من البطولات التى تنظمها «فيفا» و«كاف»، وطالب بكر مسؤولى الكاف بالبحث عن حلول لتطوير البطولة حتى تكون جاذبة للشركات الراعية وللدول الأفريقية من أجل تنظيمها، واختتم كلامه مؤكدا أنه فى حالة إلغائها فإن القدر سيقف إلى جوار مصر لأنها لا تمتلك فريقاً ينافس على اللقب وقال «ربنا بيحب مصر وشوقى غريب لو البطولة ألغيت».