بدا الموقف الأمريكى حيال استمرار بقاء النظام السورى بقيادة الرئيس بشار الأسد، يثير الخلاف بين الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع (البنتاجون)، فى ظل عدم وجود أى نوايا أو خطط حتى الآن لدى إدارة الرئيس باراك أوباما لإسقاط النظام السورى أو شن هجمات ضد قواته، على غرار ما يحدث ضد تنظيم «داعش».
وانتقد وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل، سياسة بلاده إزاء سوريا. وقال، فى مؤتمر صحفى، الخميس، إن نظام الرئيس بشار الأسد ربما يستفيد من الغارات الجوية الأمريكية التى تستهدف مواقع لتنظيم «داعش».
كان «هاجل» تقدم بمذكرة رسمية إلى مستشارة أوباما لشؤون الأمن القومى سوزان رايس، الأسبوع الماضى، طالب فيها بتوضيح «موقف الولايات المتحدة ونواياها تجاه النظام السورى بقيادة الأسد».
وبحسب مذكرة «هاجل»، التى كشف عنها مسؤول عسكرى لصحيفة «نيويورك تايمز»، فإن «السياسة تجاه سوريا تواجه خطر الانهيار»، بسبب التضارب فى المواقف الأمريكية إزاء نظام «الأسد».
يأتى ذلك، فيما أعلنت وكالة الاستخبارات الأمريكية «سى.آى.إيه» عن تدفق يقارب من ألف مقاتل شهريًا إلى سوريا للانضمام للتنظيمات المتشددة فى البلاد، بما يعنى أن عدد المقاتلين الأجانب هناك ربما فاق 16 ألفاً قتلت الضربات الجوية الأمريكية 500 منهم.
ووفقا لإحصائيات الوكالة الأمريكية، فإنه على الرغم من الضربات الجوية التى تنفذها واشنطن على مواقع المتشددين، فضلا عن منع كثير من الدول الغربية مواطنيها من السفر إلى سوريا، فإن أعداد المقاتلين الأجانب مستمرة فى الازدياد بسبب الغضب من التدخل الأمريكى. كما أفاد تقرير للأمم المتحدة، نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية مقتطفات منه، بأن نحو 15 ألف أجنبى من 80 بلداً توجهوا إلى سوريا والعراق خلال السنوات الماضية للقتال فى صفوف تنظيمات مثل «داعش».
وجاء فى التقرير الذى أعدته لجنة مراقبة نشاط تنظيم القاعدة فى مجلس الأمن أنه «منذ 2010 بات عدد الجهاديين الأجانب فى سوريا والعراق، يزيد على نحو أكبر من أعداد المقاتلين الذين تم إحصاؤهم بين 1990 و2010».
يأتى ذلك، فيما أكد وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، أن بلاده «على علم بانضمام عدد ممن كانوا معتقلين فى جوانتانامو إلى القتال فى سوريا والعراق»، لكنه قال إن «نسبتهم صغيرة»، نافياً معرفته بأعدادهم.
على جانب آخر، أفادت تقارير إعلامية بالعثور على مقابر جماعية فى محافظة الأنبار، غرب العراق، تضم رفات ما يتراوح بين 80 و220 جثة لرجال عشائر من العرب السنة، يُشتبه فى مقتلهم على يد مسلحى تنظيم «داعش».
وينتمى كثير من الضحايا لعشيرة «ألبو نمر»، التى انضمت إلى الحكومة العراقية فى محاربة «داعش». كما ذكرت تقارير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، أن مسلحى «داعش» ربما قتلوا 600 شخص فى سجن بالموصل سيطروا عليه فى يونيو الماضى.
وفيما يتعلق بالدعم العسكرى للقبائل السنية التى تحارب «داعش» فى العراق، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكى الجنرال مارتن ديمبسى إن بلاده تسعى إلى تدريب القبائل العربية المقاتلة فى الأنبار. وأضاف ديمبسى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الدفاع تشاك هاجل فى واشنطن، أمس الأول، «هناك حاجة لتوسيع برنامج التدريب والإرشاد بشرط أن تكون الحكومة العراقية راغبة بتسليح هذه القبائل». وأكد ديمبسى وهاجل «ضرورة تعزيز دور العشائر السنية فى المنطقة، ومشاركتهم فى حكومتهم».
ميدانياً، شنت التحالف الدولى ضد تنظيم «داعش»، على مدار اليومين الماضيين، 14 غارة جوية على أهداف التنظيم فى العراق وسوريا، مستخدمة مستخدما طائرات مقاتلة وقاصفة وأخرى موجهة عن بعد، حسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية. كما لقى 21 من مسلحى «داعش» على الأقل، مصرعهم فى قصف على مدينة عين العرب «كوبانى» السورية الحدودية مع تركيا.