x

شياطين الإنس

السبت 01-11-2014 23:12 | كتب: اخبار |
شكاوى المواطنين شكاوى المواطنين تصوير : آخرون

إن حادثة محاولة اغتيال نجيب محفوظ.. وقتل المفكر فرج فودة.. والنقراشى ‏باشا.. والخازندار.. والشيخ الدهبى، وكذلك محاولة اغتيال جمال عبدالناصر.. وقتل ‏السادات، والكثير من الحوادث الإرهابية التى وقعت من المتأسلمين الإرهابيين.. فى ‏فترات سابقة وحتى يومنا هذا- فى حقيقة الأمر، جعلتنى جميعها أندهش للغاية من كم ‏العنف والدم المستباح من هؤلاء المتحدثين باسم الإسلام.. ولا أعتقد، ولن أعتقد، أن ‏الدين الإسلامى الراقى الجميل المتسامح يدعو إلى هذا مهما كانت الأسباب.. وكامل ‏احترامى لفضيلة الشيخ الشعراوى وأمثاله الذين يصنعون قيمة للإسلام دون مقابل ‏سياسى.. ويقدمون قامة للمسلمين دون تأليه دنيوى. والحمد لله أن الله سبحانه وتعالى قد ‏أعطانا من هؤلاء وهؤلاء... فهؤلاء القتلة يجعلوننا نميز بينهم وبين ‏هؤلاء الأساتذة، أساتذة الدعوة الوسطية الجميلة الذين أحببنا الإسلام من خلالهم بل ‏عشقناه عشقاً، ولكن السؤال المهم الآن: هل تأملتم الإرهابى، هل تخيلتم ملامحه وما يدور ‏بذهنه فى لحظات القتل، هل فسرتم ما هى هذه القوة الشيطانية التى تجعله يقتل العديد من الأرواح دون ذرة ضمير تؤلمه، أو حتى ذرة عقل تمنعه، إن أى إرهابى ‏لا يمكن أن تروه مبتسماً، فأعتقد أن الله سبحانه وتعالى يسحب منه نور الروح، نعم فلكل ‏إنسان روح، ولكل روح نور، حتى ولو كانت لإرهابى، فهى تنساق وراء النفس الأمارة ‏بالسوء، ولا يمكن أن تروه يضحك، فقلبه معمور بالشر، وخازن الشر لا يضحك، بل يرى ‏الدم قبل أن تراه عيونه، وهو يقوم بعمليتى قتل ليلة العملية الإرهابية أصعب بكثير من ‏قتله البشر، فهو يقتل ضميره، ليس بسلاح مسنون، بل بسلاح مسموم، بأفكار لا علاقة لها ‏بالعقل ولا بالدين، تأتيه من جهنم الحمراء، كما يقوم أيضاً ليلة إرهابه، بعملية تجميل أخرى ‏لعقله، نعم فالعقل أيضاً يتم تجميله، فيتم عمل عملية تصغير لعقله، فيصغر ويصغر ‏ويصغر، فيصبح شكله وسيماً وجميلاً فى القتل والإرهاب، فالعقل إذا كان كبيراً يصبح ‏ثقيلاً موزوناً ولا يستطيع أحد أن يبرمجه كما يريد، ومن هنا وجب تصغيره بعملية ‏تجميل سهله للغاية، وهى عملية مجانية، يقوم بها طبيب تجميل من أطباء شياطين ‏الإنس، لصناعة عدد كبير للغاية من الأرواح الشريرة، التى تخلو من النور، فتسحب نور ‏الإيمان من روحه، ونور الحب من قلبه، ونور الوطنية من عقله، لذلك هذه الأرواح لا ‏يسكنها أحد، سوى طيور الظلام التى تطرد عصافير الجنة من هذه الروح، بل ‏تستدعى كل غربان الحياة لتعشش فى جسد وروح وقلب وعقل هذا الإرهابى الذى ‏سرقت منه أعضاؤه؛ العقل الذى كان يفكر به، والضمير الذى كان يوقف سلوكه، والقلب ‏الذى كان يحب، والجسد الذى كان يصلى، ولم يعد يفعل ذلك إلا للشياطين الذين يحركونه ‏بالريموت كنترول! لصناعة الشر المطلق؟ صناعة الأرواح الشريرة! لشياطين الإنس!!‏

‏ هشام أبوسعدة - كاتب سينمائى

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية