x

الاحتلال يغلق المسجد الأقصى لأول مرة منذ 1967

الخميس 30-10-2014 18:26 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : رويترز

بلغ التصعيد الإسرائيلى في القدس المحتلة والمسجد الأقصى ذروته، الخميس، حيث أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى بشكل كامل، إلى أجل غير مسمى، لأول مرة منذ احتلال القدس عام 1967، ومنعت سلطات الاحتلال الفلسطينيين من دخول المسجد، فاضطروا إلى أداء الصلاة خارجه، وعززت انتشارها في جميع أنحاء البلاد وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى القدس المحتلة، بعد أن اغتالت القيادى في حركة الجهاد الفلسطينى، معتز حجازى، بتهمة إطلاق النار على الحاخام اليهودى المتطرف، يهودا جليك، قائد عمليات اقتحام المسجد الأقصى، وعلى الفور اندلعت مواجهات واشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في البلدة القديمة وفى حى سلوان ومناطق أخرى بالضفة الغربية، ورفعت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في المدينة.

وقال مدير عام الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية بالقدس، عزام الخطيب، إن «السلطات الإسرائيلية أغلقت المسجد الأقصى، بشكل كامل منذ فجر أمس، في سابقة لم تحدث منذ الاحتلال الإسرائيلى لمدينة القدس عام 1967، ونجرى حالياً اتصالات من أجل إعادة فتحه أمام المصلين المسلمين»، موضحاً أن الاحتلال منع المسلمين من دخول المسجد وسمح فقط لمدير المسجد و7 من حراس الفترة الصباحية بالدخول.

ولم تسمح الشرطة الإسرائيلية للمصلين بالكامل بدخول المسجد، بعد إصابة يهودا جليك، أمس الأول، في عملية وصفتها الإذاعة الإسرائيلية بأنها «محاولة اغتيال». وعند البوابات الخارجية للمسجد الأقصى، رابط العشرات من الفلسطينيين، في محاولة لدخول المسجد لأداء صلاة الظهر، إلا أن قوات الشرطة الإسرائيلية أبعدتهم بالقوة.

وقالت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمرى: «بعد جلسة تقييم أمنية عقب محاولة اغتيال الحاخام جليك، وعلى ضوء الاستخبارات وتوصيات الجهات الأمنية، تقرر إغلاق الحرم القدسى أمام الزائرين، وبخاصة المصلين المسلمين، حتى إشعار آخر»، فيما رفعت الشرطة درجة استعدادها في أنحاء البلاد، وأمرت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلى بوضع قواتها في الضفة الغربية في حالة تأهب، تحسباً لقيام عناصر يمينية متطرفة باعتداءات على فلسطينيين انتقاماً لمحاولة اغتيال جليك، وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن وحدات من حرس الحدود نقلت من مناطق الضفة للقدس «حفاظاً على الأمن والنظام»، تنفيذاً لقرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو «بزيادة مهمة» في أعداد رجال الشرطة مدعومين بوسائل كافية للسيطرة على الأوضاع بالقدس. وقال المتحدث باسم الشرطة، ميكى روزنفيلد، «تتواصل الإجراءات الأمنية للشرطة في القدس، لمنع والرد على أي اضطرابات وبخاصة في البلدة القديمة»، وقالت الشرطة إن عبارات «الموت للعرب كتبت على جدران مركز تجارى في أحد الأحياء اليهودية في المدينة».

واندلعت مواجهات متفرقة في عدد من أحياء القدس الشرقية، وفى بلدات سلوان والعيساوية وباب العامود وأغلق المواطنون المحال التجارية في القدس المحتلة، بعد أن حولتها سلطات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، بعد إغلاق الأقصى، ورشق المحتجون الاحتلال بالحجارة وأشعلوا الإطارات وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى، فأصابت واعتقلت عدداً من الشبان، فيما حاول نائب رئيس الكنيست، موشيه فيجلين، اقتحام الأقصى.

واستنكرت السلطات الفلسطينية وفصائل المقاومة إغلاق المسجد الأقصى، وحملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الذي وصفته بـ«الخطير» في القدس المحتلة، معتبرة أن هذا التصعيد بمثابة «إعلان حرب على الشعب الفلسطينى ومقدساته»، وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة: «نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير في القدس المحتلة، والذى وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى المبارك»، واعتبر «أبوردينة» قرار السلطات الإسرائيلية، إغلاق الأقصى «تحدياً سافراً وتصرفاً خطيراً، الأمر الذي سيؤدى إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة»، وأشار إلى أن «دولة فلسطين ستتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل، ولوقف هذه الاعتداءات المتكررة»، لافتاً إلى أن «استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلى الخطير هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطينى ومقدساته وعلى الأمتين العربية والإسلامية». وطالب أبوردينة المجتمع الدولى باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف العدوان الإسرائيلى.

وبينما دعا الفلسطينيون، عبر وسائل الإعلام الاجتماعى، المواطنين للتوجه للأقصى لوقف مخططات الاحتلال لإغلاق المسجد أمام الصلاة فيه، باركت حركة «حماس» محاولة اغتيال يهودا جليك، كرد طبيعى للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات، محذرة من أي إجراءات إسرائيلية بحق الحرم القدسى، وطالبت الشعب الفلسطينى بالنفير العام دفاعاً عن الأقصى، كما طالبت السلطة الفلسطينية ورئيسها إلى اتخاذ مواقف عاجلة وصريحة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس، ووقف التنسيق الأمنى مع الاحتلال.

وأكدت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى لحماس، أن مدينة القدس المحتلة كانت شرارة معركة «العصف المأكول»، وستكون شرارة معركة التحرير، وقال الناطق باسم القسام، على حسابه عبر «تويتر»، إن «القدس عنوان القتال وقبلة المقاومة حتى تحريرها من دنس آخر إسرائيلى مغتصب لها». وقال في تغريدة أخرى: «تحية للأيدى المقدسية الطاهرة التي ضغطت على زناد الكرامة وأطلقت رصاصات الثأر صوب صدر المجرم الصهيونى الحاقد، يهودا جليك، الذي دنس الأقصى المبارك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية