كان الخبر الأسعد للمصريين مع بداية العام الحالي بعد انتقال النجم المصري محمد صلاح إلى تشيلسي قادما من بازل السويسري وتحول اهتمام المشجعين المصريين جميعا لمتابعة «البلوز» واعتبروا «صلاح» نجما أول للفريق.
ومع كل مباراة يصطف الجميع على المقاهي لمتابعة مباريات تشيلسي والسؤال المكرر دائما «فين صلاح؟» يتبعه تعليقات طوال أحداث التسعين دقيقة تتلخص في «نزل صلاح».
ومع انتهاء المباراة وعدم نزول النجم المصري تنهال عبارات السباب والإهانات التي توجه للمدير الفني لتشيلسي جوزيه مورينيو على عدم إشراكه للاعب وذلك من جماهير القهوة المصرية كأن «مورينيو» يجلس وسطهم وكأنه سيستمع إلى ما يقولون مثلا.
وفي الدقائق أو المباريات القليلة التي يشارك فيها «صلاح» فإنه لا يقدم المنتظر منه لا من الجماهير ولا من مدربه «مورينيو» الذي يضع فيه بعض الثقة خلال مباريات الكأس أو الدوري خلال الموسم الماضي أو الحالي.
ودائما ما يظهر اللاعب متوترا متسرعا يكرر الأخطاء التي يقع فيها كل مشاركة وكل لمسة بجانب لمسته الأخيرة التي يفتقدها دائما أمام المرمى والتبرير من الجماهير المصرية «معلش أصله متوتر» أو «السبب مورينيو الفاشل في تطوير المواهب».
وهنا لن نتحدث حول كيف قام «مورينيو» بتطوير لاعب مثل أنخيل دي ماريا بعد وصوله من بنفيكا إلى ريـال مدريد «وصل اللاعب إلى ذروة مستواه مع أنشيلوتي بعد ذلك»، أو كيف تحول ويسلي شنايدر مع «مورينيو» في إنتر ميلان إلى آلة تنفث نار في وسط الملعب أو كيف كان «مورينيو» أكثر مدرب استفاد مع إمكانيات لاعب مثل مسعود أوزيل وهو ما فشل فيه مطور المواهب الأول للبعض أرسين فينجر حتى الآن، والقائمة تطول من اللاعبين الذين تطوروا على يد «السبيشال وان» وما زالوا يكيلون بالمديح والشكر للمدرب حتى بعد ابتعادهم عنه.
وسننتقل لحديث هنا بعيدا عن «صلاح» وتحديدا إلى البرتغال وسبورتينج لشبونة، حيث يوجد لاعب ضعيف البنية متوسط المهارة ولكنه يمتلك سرعة كبيرة جعلته ينتقل إلى مانشستر يونايتد هذا اللاعب ظل يتدرب بجدية ليس فقط في التدريبات الأساسية، ولكنه كان يضيف لنفسه تدريبات أخرى على الكرة وبدونها من أجل أن يكون الأفضل.
وفي عشر سنوات أصبح هذا الشاب الضعيف كريستيانو رونالدو أغلى لاعب في العالم ونجم وهداف ريـال مدريد الحالي والسبب الرئيسي لا يرجع للموهبة فقط بل للإصرار والعزيمة والتدريب الشاق فهل يتدرب «صلاح» ساعتين زيادة كل يوم عن زملائه؟ بل هل استطاع «صلاح» حتى تعديل أخطائه السابقة؟
الإجابة بالتأكيد لا وهو ما جعل اللاعب يبتعد عن اهتمامات مدربه «مورينيو» خلال هذا الموسم بشكل أكبر من الموسم الماضي فلا يوجد تطور في أدائه ولا يوجد إصلاح لأخطائه وهو ما جعل السبيشال وان «محبط»، على حد قوله، من «صلاح»، فالموهبة ليست كل شيء واللاعب ليس قطعة قماش يتحكم فيها الترزي كما يشاء ولكنه إنسان مسؤول عن تطوير موهبته بنفسه والاستماع إلى نصائح الآخرين وتحويلها من كلام إلى أفعال.
لقد كان «صلاح» نجما في فريق المتوسط سابقا وهو بازل فكان أداؤه «ما فوق المتوسط» وانتقل إلى فريق كبير هو تشيلسي يمتلك لاعبين على مستوى عالٍ فتحول «صلاح» من نجم لفريقه بازل إلى لاعب عادي وسط كوكبة من النجوم الكبار، ولكن بدلا من أن يطور من أدائه ويثبت من ذاته كما حدث مع أوسكار وويليان سابقا في نفس الفريق تشيلسي أصبح «صلاح» يتحول تدريجيا إلى فيكتور موسيس جديد «موهبة كبيرة لم تنجح مع الكبار» مع مرور الوقت.
ويبقى السؤال الذي سيجيب عنه المستقبل الذي يتحكم فيه اللاعب بنفسه هل يكون مصيره كمصير موسيس ويخرج بعيدا عن تشيلسي إلى فريق وسط في الدوري الانجليزي أم يثبت ذاته ويجتهد مع الفريق ليحجز لنفسه مكانا أساسيا ويرد على كل منتقديه ويشعل حماس محبيه بأهدافه وسحره مع البلوز؟