x

هدوء نسبي في القدس والتوتر ينتقل إلى الجبهة الدبلوماسية

الأربعاء 29-10-2014 02:14 | كتب: أ.ف.ب |
إسرائيل تفرض قيودًا مشددة على سكان الضفة لدخول القدس إسرائيل تفرض قيودًا مشددة على سكان الضفة لدخول القدس تصوير : الأناضول

ساد هدوء نسبي، الثلاثاء، القدس الشرقية حيث تنتشر قوات الشرطة بكثافة لكن التوتر بين الفلسطينيين واسرائيل انتقل إلى الجبهة الدبلوماسية مع اعلان مجلس الامن في الامم المتحدة عقد اجتماع طارئ، الأربعاء، لبحث قضية الاستيطان.

ويبحث مجلس الامن الدولي في اجتماعه الطارئ المشاريع الاستيطانية الجديدة لاسرائيل في القدس الشرقية المحتلة، وفق ما افاد دبلوماسيون الثلاثاء.

وتاتي هذه المشاورات العاجلة بناء على طلب الاردن بعدما وجه مندوب فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور مذكرة دعا فيها اعضاء المجلس ال15 إلى «النظر في الوضع المتأزم في القدس الشرقية المحتلة».

وأعلنت إسرائيل، الإثنين، تسريع خطط بناء الف وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية ما زاد من تسميم الاجواء المتوترة جدا اصلا في القدس الشرقية. وحذر الفلسطينيون من ان مثل هذا المشروع من شانه ان يؤدي إلى «تفجر» العنف.

وتشهد القدس الشرقية منذ الصيف توترا متزايدا يحمل على التخوف من مواجهة شاملة. وقد تفاقم الاربعاء في سلوان خصوصا بعد حادث لشاب فلسطيني اتهم بدهس إسرائيليين عمدا الأربعاء.

ويشكل تواصل الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية احد العوامل الرئيسية للتوتر.

واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الثلاثاء «بالكيل بمكيالين» بعد ادانات دولية لخطط استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة.

وقال نتانياهو في حفل وضع حجر الاساس لبناء ميناء جديد في أسدود «سنواصل البناء في القدس».

وأضاف في انتقاد للادانات الدولية أن «هذه التصريحات البعيدة كل البعد عن الواقع هي التي تشجع الامال الوهمية عند الفلسطينيين»، موضحا انه «عندما يحرض ابو مازن (الرئيس الفلسطيني)على قتل اليهود فان المجتمع الدولي يصمت وعندما نبني في القدس، يغضب المجتمع الدولي».

وكانت الحكومة الاسرائيلية وافقت صباح الاثنين على بناء الف وحدة سكنية استيطانية جديدة منها نحو 400 وحدة في هار حوما (جبل ابو غنيم) ونحو 600 وحدة في رمات شلومو.

وانتقدت الولايات المتحدة بشدة قرار اسرائيل مؤكدة ان مثل هذا العمل «يتعارض» مع جهود السلام التي تبذل في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي التي اعربت عن «قلقها الشديد» حيال القرار الاسرائيلي «ما زلنا على موقفنا الواضح للغاية: نعتبر انشطة الاستيطان غير مشروعة ونعارض بدون لبس أي قرار احادي يسيء إلى مستقبل القدس».

بدوره، طالب الاتحاد الاوروبي اسرائيل ب«التراجع العاجل» عن نيتها تسريع بناء الف وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، معتبرا ان ذلك سيكون «قرارا غير حكيم وغير مناسب».

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن حول تصاعد العنف مطالبا ب«وقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس».

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبوردينة ان الرئيس الفلسطيني «طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث وقف هذه الاعتداءات الخطيرة التي تقوم بها إسرائيل ضد القدس، والانتهاكات ضد المقدسات خاصة في المسجد الأقصى المبارك».

وزار رئيس البلدية الاسرائيلية للقدس نير بركات المسجد الاقصى في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة الثلاثاء، بحسب ما اعلن مكتبه في زيارة اثارت استياء فلسطينيا.

وقال بيان صادر عن مكتب بركات انه «زار جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة المسجد الاقصى) برفقة مسؤول الشرطة في المنطقة لتقييم الوضع وفهم القضايا والتحديات في الموقع بشكل اعمق».

وصرح مدير عام اوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب لوكالة فرانس برس «نرفض مثل هذه الزيارات لانها لم تنسق مع دائرة الاوقاف صاحبة الموقع»، مؤكدا ان الزيارة «لم يتم تنسيقها مع الاوقاف ولم يكن لدينا علم بها مطلقا».

ورأى الخطيب ان الزيارة جاءت «كدعايات انتخابية ولها طابع سياسي خاص» كون بركات رئيس البلدية الاسرائيلية للقدس.

ودانت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث بشدة ما وصفته ب«اقتحام» بركات للمسجد. وقالت ان «الاقتحام لا يمنح صاحبه الشرعية في اعتبار المسجد الاقصى جزءا من نفوذ بلدية الاحتلال في القدس ولا يزيل اسلامية المسجد الازلية».

والتوترات المتنامية في الاشهر الاخيرة في القدس احيت المخاوف التي لا تزال قائمة لدى المسلمين من ان تقوم اسرائيل بتغيير القواعد المعمول بها في باحة المسجد الاقصى. وهذا القلق تعزز اخيرا بسبب نشر مقالات حول اصدار تشريع جديد في هذا المعنى.

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق لدى المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبداليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.

ويحق لليهود زيارة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية في 1967 وضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الاسرائيلي في كل الاراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.

على صعيد اخر، اصاب الجنود الاسرائيليون اربعة فلسطينيين بجروح خلال مواجهات في قرية يعبدفي شمال الضفة الغربية، وفقا لمصادر عسكرية اسرائيلية واخرى طبية فلسطينية.

وقالت متحدثة باسم الجيش ان دورية اسرائيلية تعرضت للرشق بالحجارة لدى دخولها القرية فرد عناصرها باطلاق النار بشكل تحذيري.

واضافت ان الفلسطينيين واصلوا رشق الحجارة فاطلق الجنود النار على «المحرضين الرئيسيين» على الهجوم فاصيب اربعة منهم مشيرة إلى ان حياتهم ليست في خطر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية