قالت مصادر مقربة من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، إن التنظيم طلب من قيادات حركة النهضة فى تونس تقريرًا بشأن أسباب سقوط الحركة فى الانتخابات التونسية، وفشلها أمام حزب نداء تونس المحسوب على النظام المخلوع- وفق قولها.
وأضافت المصادر أن التنظيم الدولى يعتبر هزيمة النهضة ضربة قوية للجماعة فى الوطن العربى، باعتبار التنظيم الإخوانى الأقوى فى المنطقة هناك، لافتة إلى أن قيادات فى التنظيم الدولى تبرر هزيمة النهضة بتدخلات من دول عربية فى الخليج ومصر لدعم المعارضين للإخوان فى تونس، فضلا عن وجود حملة إعلامية، وصفها بالشرسة، ضد الإسلام السياسى عامة فى المنطقة.
وتابعت المصادر أن السعودية والإمارات ضختا أموالا كثيرة لليسار والليبراليين فى تونس، لدعمهم ضد جماعة الإخوان، وتدخلت أجهزة سيادية مصرية ضد حركة النهضة، وفق قولها، مؤكدا أن الهزيمة لم تكن متوقعة، خاصة أن الحركة قدمت تنازلات عديدة طيلة الفترة الماضية، وكان من المفترض أن تحصد اليوم ثمار ذلك.
وكشفت المصادر أن راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة فى تونس، سيلتقى خلال أيام بأعضاء فى التنظيم الدولى، فى اجتماع يعقد فى تركيا لبحث خطة النهضة المرحلة المقبلة، وسيبحث التنظيم الدولى مستقبل الجماعة فى الوطن العربى، ومصر تحديدا.
فى السياق ذاته، اعتبر شباب جماعة الإخوان الهزيمة فى تونس انتصارًا لرؤية الجماعة الأم فى مصر، حيث أوضح عمرو خالد، كادر إخوانى شاب، أن إخوان تونس فشلوا فى عزل الفلول سياسيا، ما أدى إلى صعودهم ووصولهم للبرلمان، مستطردا: «صدقت رؤيتنا هنا فى مصر بضرورة عزل الفلول وإقصائهم سياسيًّا ولو فعل إخواننا فى تونس ذلك ما حدثت هذه الهزيمة».
وقال الدكتور طارق الزمر، القيادى بالجماعة الإسلامية، تعليقا على نتائج الانتخابات البرلمانية بتونس: «تفكير عقلانى للنهضة حتى تضيع فرص المتربصين بالديمقراطية بتونس».
وأضاف الزمر- خلال تدوينة له بـ«فيس بوك»: «لا أستبعد على العقل النهضاوى أن يكون قد تعمد ألا يتصدر البرلمان حتى يفوت الفرصة على القوى الدولية والإقليمية المتربصة بالديمقراطية فى بلادنا».
وأرجع سامح عيد، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، أسباب هزيمة إخوان تونس إلى ما فعلته الجماعة فى مصر وفشل تجربتها التى أساءت للإسلام السياسى بشكل عام فى الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن ما حققته النهضة يعد نجاحا فى ظل ما يعانيه التنظيم مؤخرا.
وقال عيد لـ«المصرى اليوم» إن ممارسات داعش والجماعات التكفيرية كانت أحد المعوقات أمام إخوان تونس، بسبب ربط تلك الجماعات المتطرفة بالفكر الإخوانى، وأن مرجعيتهم من الأساس مأخوذة من أفكار التنظيم الإخوانى، لافتا إلى أن ما تفعله داعش جعل التوانسة متخوفين من الإسلام السياسى، فأثر ذلك سلبا فى الانتخابات.
وأضاف أن الشعب التونسى له طبائع وصفات خاصة وثقافته قريبة من الثقافة الغربية، ولا توجد لديه ميول كبيرة إلى التيار الإسلامى، لذلك يعد هذا التواجد الإخوانى داخل البرلمان مقبولا لدرجة كبيرة، مستدركا: «لن يحدث صراع لأن النهضة أكثر ذكاء من إخوان مصر وسيقبلون بفكرة الدولة المدنية، ولن يستخدموا نفس الرؤى والأفكار التى استخدمتها الجماعة فى مصر».