انطلقت، السبت، حملة عسكرية موسعة بمناطق جنوب العريش والشيخ زويد ورفح، لملاحقة المتورطين فى مذبحة «كرم القواديس»، التى وقعت، الجمعة الماضي، وأسفرت عن استشهاد 34 ضابطاً ومجنداً وإصابة 26 آخرين. وقالت مصادر وشهود عيان إن الحملة انطلقت بمشاركة رتل من القوات البرية المدعومة بعشرات من الضباط والجنود من القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب والشرطة السرية. من ناحية أخرى، توجه الطلاب والتلاميذ فى سيناء إلى جامعاتهم ومدارسهم، وانتظم الموظفون فى العمل فى مؤسساتهم الحكومية والقطاع الخاص، والتزموا بمواعيد حظر التجول التى تم إقرارها. وانتظمت حركة السير على الطريق الدولى «العريش- رفح»، و«العريش- القنطرة شرق»، و«العريش- لحفن» بعد فتح الكمائن والحواجز الأمنية أمام السيارات المارة والمسافرين. وشهدت الليلة الأولى لحظر التجول عمليات كر وفر بين قوات الأمن وأشخاص فى مدينة العريش، وأطلقت القوات طلقات تحذيرية فى الهواء، وجرى المرور على المحال التجارية لإغلاق أبوابها والالتزام بالقرار، بينما التزم مواطنو رفح والشيخ زويد بالحظر.
وأصدر الدكتور حاتم البلك، رئيس جامعة سيناء الخاصة، قراراً بتعديل مواعيد الدراسة بكليات الجامعة، لتتناسب مع قرار حظر التجوال، حيث تبدأ الدراسة الساعة 8.30 صباحاً، وتنتهى 3.30 عصراً، عدا الثلاثاء، حيث تنتهى الدراسة 2 ظهراً، ويبدأ العمل بالمواعيد الجديدة اعتباراً من أمس وحتى إشعار آخر. من جانبه، تفقد الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، مصابى الحادث الإرهابى فى شمال سيناء والذين تم نقلهم لتلقى العلاج بالمجمع الطبى للقوات المسلحة بالمعادى. وأعرب القائد العام عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين وتقديره لعطاء رجال القوات المسلحة وتضحياتهم من أجل محاربة الإرهاب والتصدى لأعداء مصر على كافة الاتجاهات، مؤكداً أن مثل هذه العمليات الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة القوات المسلحة وإصرارها على مواصلة الجهود من أجل حماية الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره. وأمر القائد العام بتوفير كافة الإمكانيات الطبية والعلاجية والرعاية الطبية الفائقة للضباط والصف والجنود المصابين وتوفير كافة سبل الرعاية لهم بإشراف نخبة من الخبراء والأطباء المتخصصين لمتابعة الحالة الصحية للمصابين وتقديم أفضل رعاية صحية لهم. من جانبهم، أكد الضباط والجنود المصابين أن أرواحهم ودمائهم فداءً لمصر وشعبها الذى يقدر تضحياتهم وجهودهم، ويلتف دائماً حولهم لمواجهة المخاطر والتحديات التى تستهدف النيل من مصر وأمنها القومى، مؤكدين أنهم أقسموا يمين الولاء لمصر والإخلاص لشعبها مهما كلفهم ذلك من دماء وأرواح، مطالبين الشعب المصرى وأبناء سيناء بمعاونة رجال القوات المسلحة والشرطة من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية والقضاء على الإرهاب فى سيناء. حضر الزيارة الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة. فى سياق متصل، ارتفعت أعداد شهداء محافظة المنيا فى الحادث إلى 6 شهداء بعد العثور علی جثمان المجند الشهيد محمد عبدالكريم، 22 سنة من مركز مغاغة.
وتبين أن الجثمان وجدت ملقاة علی طريق قرية «الطويل» جنوب شرق العريش، وكان مصاباً بطلق نارى فى الرأس، وهو من أفراد النقطة الأمنية التى تعرضت للحادث الإرهابى. يذكر أن المنيا قدمت 6 من أبنائها شهداء للوطن، بينهم 3 من مراكز مغاغة والمنيا وديرمواس ومطاى، بينهم 3 أقباط.