قال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إنه بحث مع وزيرة الكهرباء والسدود والرى والموارد المائية بدولة جنوب السودان، جيما نونو كومبا، والوفد المرافق لها، تحديد موعد خلال نوفمبر المقبل، لعقد ورشة عمل بمدينة جوبا لعرض دراسات الجدوي الاقتصادية، الخاصة بإنشاء سد «واو» متعدد الأغراض، بحضور ممثلي الجهات الدولية المانحة للمساهمة في تمويل تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أن السد المقترح يسهم في توفير مياه الشرب والزراعة والطاقة الكهربائية اللازمة لأبناء الجنوب السوداني، بالمناطق المحيطة بموقع إنشائه، ويمثل إحدي الأولويات التنموية بالولايات الجنوبية.
أوضح «مغازي»، في تصريحات صحفية، اليوم، الأحد، عقب الجلسة الافتتاحية للاجتماعات مع الوزيرة السودانية والوفد المرافق، وتستمر 3 أيام، أن السد صغير سعته التخزينية لا تتجاوز 2 مليار متر مكعب، وسينشأ على نهر سيوى، أحد روافد النيل الأبيض، ولا يؤثر سلبيا على مصر، وأن فور الانتهاء من الدراسات تبدأ مرحلة البحث عن مصدر تمويل لإنشائه، حيث إنه «متعدد أغراض» ومن أهم مشروعات التعاون الفنى مع الجنوب لتوفير الطاقة الكهربائية.
أضاف الوزير أنه من المقرر إنشاء بعض المشروعات الزراعية الصغيرة على مياه السد طوال العام، وكذلك المزارع السمكية في زمام المدينة، موضحًا أن التعاون يأتي في إطار حرص الحكومة المصرية على الإسهام في إنشاء البنية التحتية والتنموية بدولة جنوب السودان الشقيقة، حيث يعتبر السد الأول بالجنوب ويبعد 12 كليومترا عن المدينة «واو».
وأكد «مغازى» بحث مختلف أوجه التعاون الفني بين البلدين، سواء ضمن المنحة المصرية البالغة 26.6 مليون دولار، أو خارجها، لافتا إلى تقييم حجم الأعمال التي نفذت في إطارها، ومناقشة المعوقات التي تحول دون الإسراع بمعدلات تنفيذ المشروعات، مشيرًا إلى أن المنحة المصرية نجحت في تنفيذ تطهير المجارى الملاحية بحوض بحر الغزال، بالإضافة إلى استكمال إنشاء المراسى النهرية، وتتمثل أهميتها الاستراتيجية في ربط المدن والقرى الرئيسية بجنوب السودان ملاحياً، للعمل على تسهيل نقل البضائع والركاب بما ينعكس إيجابياً على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية لشعب جنوب السودان، فضلاً عن تحسين الأحوال البيئية والأحوال الصحية.
من جانبه، أكد المهندس أحمد بهاء الدين، رئيس قطاع مياه النيل، أن مشروعات التعاون شملت أيضا حفر وتجهيز عدد (30) بئرا جوفية، مزودة بمجمعات لتأمين مياه الشرب النقية لحوالى 500 ألف مواطن جنوبي لتوفير مياه الشرب النقية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى مشروع تأهيل محطات قياس المناسيب والتصرفات بدولة الجنوب بهدف توفير كافة البيانات والمعلومات الخاصة بمشروعات التنمية في جنوب السودان، فضلا عن انشاء محطة رفع بمدينة واو وتوفير الاحتياجات المائية للاستخدامات المنزلية والثروة الحيوانية للتجمعات السكانية القريبة من المجارى المائية، ويجرى حالياً البدء في تنفيذها من قبل شركة المقاولون العرب.
أشار «بهاء الدين»، إلى أن بعثة الري بالجنوب والمشرفة على مشروعات المنحة تستكمل حاليا أعمال بإنشاء معمل مركزى لتحليل نوعية المياه بجوبا، ويعد الأول من نوعه في الجنوب، وجهز بأحدث الأجهزة والمهمات اللازمة لعمل جميع أنواع تحليلات المياه للحد من مصادر التلوث، والأمراض المتعلقة بالمياه، لافتا إلى الانتهاء من تنفيذ برنامج تدريبى للفنيين والمتخصصين من جنوب السودان على أخذ العينات وتحليلها وكتابة التقارير الفنية.
بدوره، أوضح المهندس حسام الطوخي، منسق مشروعات جنوب السودان، مدير عام الري بالجنوب، رئيس البعثة، أن المنحة نجحت في إنشاء مرسى نهرى في مدينة بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة، لربطها بولاية غرب بحر الغزال ملاحياً، لافتا إلى أنه حاليا يتم تأهيل ثلاث محطات قياس المناسيب والتصرفات في مدن بنتيو بحوض بحر الغزال ومنجلا، وبحوض بحر الجبل لتوفير البيانات اللازمة للدراسات والمشروعات التنموية بجنوب السودان، عقب الانتهاء من تأهيل ثلاث محطات قياس المناسيب والتصرفات في ملكال وجوبا وواو، مشيرا إلى أن العملية الثالثة تشمل إنشاء محطة طلمبات على نهر الجور بمدينة واو، عاصمة ولاية غرب بحر الغزال، لتوفير مياه الشرب للمواطنين والثروة الحيوانية في المقاطعات والقرى البعيدة عن مصادر المياه.