رأى خبراء أنه بعد أكثر من شهرين على بدء الضربات الجوية، نجح التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في منع سقوط مدينة سورية كردية بيد تنظيم «الدولة الإسلامية» لكنه مازال يبذل جهودا شاقة لوقف تقدم هذا التنظيم على جبهات أخرى.
ومنذ بدء الحملة الجوية على جهاديي تنظيم داعش في الثامن من أغسطس، لم تحقق الولايات المتحدة وحلفاؤها نجاحات كبيرة إذ إن هذه الجماعة المتطرفة واصلت تقدمها في غرب العراق وعززت سيطرتها هناك.
لكن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون أنه من المبكر استخلاص العبر وأن جهودا منهجية ستثمر على الأرجح مع تعزيز القوات العراقية والكردية.
وقال ضابط كبير في القيادة الأمريكية الوسطى التي تشرف على هذه الحملة «إننا في الدقائق الأولى من المباراة».
وكان مسؤولون أمريكيون كبار وقادة عسكريون قالوا في الأيام الأخيرة إن الجيش العراقي مازال يحتاج إلى أشهر ليتمكن من شن هجوم مضاد يمكنه طرد تنظيم «داعش» من معاقله في غرب العراق ومناطق في الشمال.
وأضافوا أنه على الرغم من الخطط الطموحة للعشائر السنية للانضمام إلى القتال، مازال معظم قادة العشائر ينتظرون ليروا كيف سيتجاوز رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي السياسيات الطائفية لسلفه.
وفي عين العرب أو كوباني السورية الواقعة على الحدود مع تركيا، يبدو المسؤولون الأمريكيون متفائلين ببعض الحذر بعدما تصدى المقاتلون الأكراد تدعمهم الغارات الجوية الأمريكية للمحاولات المتواصلة لتنظيم «داعش» للاستيلاء على المدينة الكردية.
وبمنع سقوط المدينة، في الوقت الحالي على الأقل، يتجنب الأمريكيون منح تنظيم «داعش» فرصة لحملة دعائية في معركة توليها وسائل الإعلام اهتماما كبيرا.
لكن القتال يراوح مكانه بينما كشفت نداءات الأكراد اليائسة للحصول على مساعدة، ورد تركيا الفاتر، عن انقسامات عميقة في التحالف نفسه ضد تنظيم «داعش»، كما يرى الخبراء.
لكن بعد أكثر من 630 غارة جوية في سوريا والعراق، يواصل التنظيم الجهادي التقدم على الأرض وخصوصا في محافظة الأنبار غرب العراق، ويهدد جبهات أساسية أخرى في الشمال.
وقال انتوني كورديسمان، الذي يعمل في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن الولايات المتحدة «وجدت أن القوات العسكرية العراقية أضعف مما كانت تعتقد أصلا».
وتبدو الحملة الجوية أضعف من تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا وحملات أخرى وهي تثير اتهامات بأنها جهود لا حماس فيها.
وقال الضابط المتقاعد في سلاح الجو الأمريكي ديفيد ديبتولا أن الحملة الجوية ليست سوى «رذاذ مطر» بينما يحتاج الأمر «لعاصفة».