قال الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن الحادث الإرهابى، الذى استهدف رجال القوات المسلحة فى سيناء، الجمعة ، هو بمثابة رد على الأحكام الأخيرة ضد خلية عرب شركس، وخلية مدينة نصر، والحكم بإعدام الإرهابى عادل حبارة، فى قضية مذبحة رفح الثانية، ومقتل عدد من العناصر التكفيرية وضبط الكثيرين منهم، مضيفاً فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن هناك مجموعات داعشية مدربة من الخارج جاءت إلى مصر للتنسيق والتواصل مع تنظيم «أنصار بيت المقدس» فى التخطيط للعمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة.. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى الحادث الإرهابى الأخير فى سيناء والذى راح ضحيته 33 شهيداً؟
- العملية كلها، شكلا وموضوعا، تشير إلى تورط تنظيم «أنصار بيت المقدس» ثأراً للأحكام فى قضايا خلية عرب شركس، وخلية مدينة نصر، ومذبحة رفح الثانية، المتهم فيها عادل حبارة، وأيضاً انتقاماً من القبض على بعض قيادات التنظيم وقتل 21 من قياداته مؤخراً.
■ وهل تعنى طريقة تنفيذ العملية تطوراً نوعياً فى أداء الإرهابيين؟
- الحادث يشير إلى أمرين، الأول أن هناك مجموعات مدربة على الكمائن المزدوجة، ومسلحة تسليحاً جيداً هى التى نفذتها وليس مدنيين عاديين، والثانى وجود تخطيط جيد، وقد يكون عسكريون سابقون اشتركوا مع التنظيمات التكفيرية فى التنفيذ، بالإضافة إلى أن العملية تشير إلى ضخ مقاتلين وأموال جديدة إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس».
■ تقصد مقاتلين من «داعش» مثلاً؟
- بالفعل.. هناك مجموعات جاءت من خارج مصر، وهى مجموعات داعشية متدربة تدريباً جيداً، يأتون إلى مصر كأفراد عاديين ويتواصلون مع الجماعات التكفيرية فى سيناء، والمخطط هو توسيع نشاط الإرهابيين فى مصر لتصبح مثل سوريا والعراق، مستغلين فى ذلك الصراعات السياسية الموجودة على الساحة. وأغلب الجماعات الإرهابية فى سيناء تشكلت بعد ثورة 25 يناير، فى ظل حالة الفوضى الأمنية، وكان هناك 3 معسكرات للجماعات التكفيرية، وبعض العناصر ذهب إلى سوريا وانضم لتنظيم «داعش»، ثم ظهرت العمليات النوعية بعد تدهور الخطاب الدينى والصراعات السياسية، وأجازوا قتل رجال الجيش والشرطة.
■ وأين تختبئ عناصر الجماعات التكفيرية؟
- بعضهم كان متواجداً فى القاهرة الكبرى، مثل خلية عرب شركس التى تم قتل بعض عناصرها والقبض على الباقين، والعدد الأكبر موجود فى سيناء، وقد تعرض لضربات قاسمة وقُتل 21 قائداً ميدانياً له فى حملات الجيش ضد البؤر الإرهابية، وهؤلاء يتواجدون فى القرى ووسط القبائل ويعيشون بين المواطنين كأفراد عاديين.
■ ومن الذى يُمول تلك الجماعات؟
- «حدث ولاحرج».. هناك عدد من المنظمات والدول المعادية لمصر تقوم بتمويل هذه الجماعات، بهدف تحويل الأوضاع فى مصر إلى ما يشبه سوريا والعراق وإنشاء فرع لـ«داعش» بها، وقد أصبح تنظيم «أنصار بيت المقدس» النسخة المصرية من تنظيم "داعش"، فهى تستبيح دماء الجيش المصرى كله وتقتل كل من يرتدى الزى العسكرى بغض النظر عن ديانته.
■ وهل يمكن معرفة أعداد العناصر الإرهابية؟
- تنظيم «أنصار بيت المقدس» مثلا لا يركز على أعداد عناصره بقدر تركيزه على العناصر المدربة والتقنيين القادرين على صناعة المتفجرات، حتى يساهموا فى نجاح عملياتهم النوعية، مثلما حدث فى العملية الإرهابية الأخيرة، كما تلاحظ أن أعداد خلية عرب شركس كانت قليلة.
■ وما رأيك فى إعلان حالة الطوارئ ببعض مناطق شمال سيناء؟
- هذا الإعلان تأخر كثيراً، وعلى القوات المسلحة استغلال القرارات الأخيرة فى القضاء على التنظيمات التكفيرية، ولا بد أن يكون هناك دور للأزهر فى نشر الوعى الدينى الصحيح بين أبناء القبائل السيناوية، لأن تدهور الخطاب الدينى وتدهوره خلال الفترة الماضية هو من أسباب توسع وانتشار العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة فى المناطق الحدودية، والفكر يعالج بالفكر، أما من حمل السلاح ضد قوات الجيش والشرطة فيقتل.
■ برأيك.. كيف تصبح سيناء بلا إرهاب؟
- غياب التعمير والتنمية عن سيناء جعل منها أرضاً لتواجد الإرهاب، ويجب عدم تهميش أبناء سيناء أو الخلط بينهم وبين أعضاء الجماعات الإرهابية، وعلى الحكومة تنمية المنطقة وأن تكون هناك خطط لمواجهة العناصر التكفيرية دون الإضرار بممتلكات المواطنين العاديين، وأن تعوض المتضررين عن الخسائر التى لحقت بمنازلهم ومزارعهم، وأن تعامل أبناء سيناء على أنهم درع أمان لمواجهة التنظيمات الإرهابية.