ودَّعت مصر، السبت، 33 شهيداً من رجال القوات المسلحة الذين ارتقوا فى الهجمات الإرهابية الغادرة بسيناء، أمس الأول، ليلحقوا بالمئات ممن سبقوهم من أبناء الجيش والشرطة فى المعركة المستمرة مع الإرهاب، دفاعاً عن هوية مصر وحريتها وإرادة شعبها، وبينما ذرف الآباء والأمهات ومعهم ملايين المصريين دموع الفراق والغضب، تعهَّد الرئيس والقوات المسلحة بالقصاص من الإرهاب واقتلاع جذوره، وبدأت عمليات مطاردة الجماعات التكفيرية.
تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجنازة العسكرية للشهداء، وقدَّم واجب العزاء لأسرهم بحضور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، وكبار قادة القوات المسلحة، وأعضاء الحكومة.
وانعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكامل هيئته فى جلسة طارئة فى ساعة مبكرة من صباح أمس، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث بدأ المجلس اجتماعه بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء، واستعرض تداعيات الأحداث الإرهابية فى سيناء.
وقال المجلس إنه تابع ببالغ الاهتمام مجريات الأحداث وتطورات الأوضاع على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، خاصة فى سيناء، ودرس الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب الغادر. وأضاف أنه فى إطار متابعة توصيات مجلس الدفاع الوطنى المنعقد أمس الأول، والتى أقرها رئيس الجمهورية فى القرار الجمهورى رقم (366)، تمت دراسة الخطوات التنفيذية لتفعيل تلك التوصيات، خاصة إعلان حالة الطوارئ فى بعض مناطق شمال سيناء.
وتابع المجلس أنه تم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الأحداث واستخلاص الدروس المستفادة، والتى من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بجميع صوره فى سائر أنحاء الجمهورية. وفى نهاية الجلسة تم التصديق على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب فى سيناء وعلى الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى.
ووجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمةً إلى الأمة، عقب اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كشف فيها أن الهجوم الإرهابى وراءه دعم خارجى. وأوضح أن المعركة مع التنظيمات الإرهابية ممتدة، «ومش هتخلص فى أسبوع ولا شهر ولا اتنين»، مؤكداً أنه «محدش هيقدر يكسر إرادة المصريين والجيش».
وأضاف الرئيس: «فيه شهداء سقطوا، وفيه شهداء هيسقطوا، لأن دى قضية وحرب كبيرة، مصر تخوض حرب وجود»، مشيراً إلى أن الدولة ستتخذ إجراءات إضافية، خاصة فيما يخص المنطقة الفاصلة بين سيناء وقطاع غزة.
على الصعيد الميدانى، شنت طائرات حربية من طراز «أباتشى» عدة غارات جوية بداية من ليلة الجمعة حتى فجر أمس السبت، على عدة مواقع تابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى بمناطق جنوب العريش والشيخ زويد، بالتزامن مع حملة عسكرية موسعة نفذتها قوات الجيش الثانى الميدانى بالتعاون مع الشرطة المدنية بمختلف مناطق محافظة شمال سيناء.
وأسفرت النتائج الأولية للغارات الجوية والحملة العسكرية عن تدمير عدة بؤر إرهابية من المنازل والعشش الخاصة بالعناصر التكفيرية وضبط عدد من المشتبه بهم، يجرى التحقيق معهم لمعرفة مدى تورطهم فى الحادث الإرهابى، وقامت قوات الجيش بتعزيز تواجدها على أرض محافظة شمال سيناء، ووصلت قوات خاصة وفرق مكافحة الإرهاب للانضمام إلى الحملة العسكرية الموسَّعة التى تنفذها القوات بشمال سيناء.
