أقرت الإدارة الأمريكية بأن الغارات التى يشنها التحالف الدولى على تنظيم «داعش» فى العراق وسوريا حققت نتائج متفاوتة، وأكدت أن التنظيم يعد الأفضل تمويلا فى العالم، وأنه يبيع نفطه إلى تركيا والأكراد ونظام الرئيس السورى، بشار الأسد. واستبعد مسؤولون أمريكيون قدرة الجيش العراقى على شن هجوم شامل ومتواصل على التنظيم قبل عدة أشهر، فيما خاضت القوات العراقية معارك واسعة ضد التنظيم مدعومة بغارات عراقية وهجمات لمقاتلات التحالف فى عدة مناطق أسفرت عن سقوط العشرات من مسلحى «داعش»، فى الوقت الذى تنتظر فيه بلدة «عين العرب» - (كوباني) السورية - الإنقاذ من قوات الجيش السورى الحر وقوات البشمركة الكردية.
وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن تنظيم «داعش» لايزال يجنى عشرات الملايين من الدولارات شهريا من الدخل غير المشروع، رغم الجهود التى تقودها الولايات المتحدة لخفض مصادر تمويله. وقال نائب رئيس قسم الاستخبارات المالية فى وزارة الخزانة الأمريكية، المكلف بمكافحة الإرهاب، ديفيد كوهين: «باستثناء بعض التنظيمات الإرهابية التى تحظى بدعم دول، فإن (داعش) على الأرجح التنظيم الإرهابى الأفضل تمويلا الذى نواجهه».
وأسفرت الغارات التى يشنها التحالف الدولى عن تباطؤ وليس وقف قدرة «داعش» على معالجة وبيع تهريب النفط والمنتجات النفطية بأسعار مخفضة فى تركيا وإلى الأكراد بل إلى نظام الرئيس السورى بشار الأسد.
واعترف «كوهين» بالعجز فى مواجهة تمويل «داعش»، وقال: «ليس لدينا حل سحرى لإفراغ خزائن التنظيم بين عشية وضحاها، وستكون هذه معركة مستمرة»، موضحا أن التنظيم جمع ثروة بوتيرة غير مسبوقة، منها 20 مليون دولار فدية مقابل الرهائن الغربيين الذين أفرج عنهم. وأوضح أن «داعش» يجنى عشرات ملايين الدولارات شهريا من بيع النفط المسروق والابتزاز والسرقة، بجانب التبرعات الممنوحة من دول الخليج، وقدر مسؤولون أمريكيون أن التنظيم يجنى مليون دولار يوميا من مبيعات النفط.
وقال مسؤولون أمريكيون إن العشرات من فروع البنوك المحلية فى العراق لاتزال تعمل على تحويل الأموال داخل وخارج المدن والبلدات التى يسيطر عليها «داعش».
وقال «كوهين» إن الأقليات الدينية فى العراق اضطرت إلى دفع الجزية للتنظيم الذى سرق البنوك ونهب الآثار والماشية والمحاصيل من المزارعين، وفى بعض الحالات يفرض رسوما 10٪ على السحب من فروع البنك.
وأمنيا، أعلنت الشرطة العراقية أن طائرات التحالف الدولى قصفت، الجمعة ، 70 موقعا لـ«داعش»، وقتلت39 مسلحا، بينهم قيادى بالتنظيم، وإصابة 50 آخرين جنوب محافظة كركوك. وقال قائد أركان الجيوش الفرنسية، بيار دى فيليرس، إن مقاتلات «رافال» فرنسية ألقت 70 قنبلة دمرت 12 مبنى كانت مقارا لترسانة أسلحة لـ«داعش»، غرب كركوك. وأعلن الجيش العراقى مقتل 60 مسلحا من «داعش» فى معارك شمال بابل، واستعاد السيطرة على جرف الصخر ومنطقة الرويعية بالمحافظة، وقصفت مروحيات عسكرية عراقية مواقع «داعش» فى جبل سنجار شمال العراق، الذى يحتمى به 3 آلاف من الأقلية الإيزيدية، وقتل 23 مسلحا من «داعش»، فى مواجهات مع القوات العراقية والعشائر فى عامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار، ودفع التنظيم بسيارات مفخخة وآليات مصفحة فى ثالث هجوم على المدينة. وأعلن الجيش الأمريكى أن «التحالف» شن 6600 غارة على «داعش» وألقى أكثر من 1700 قنبلة، بينما أقر وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، بنتائج «متفاوتة» للضربات، قائلا: «نعتقد أن استراتيجيتنا تحقق نجاحا».
وفى غضون ذلك، اعتبر نواب عراقيون أن قرار إقليم كردستان إرسال عناصر من البشمركة للدفاع عن كوبانى مخالف للدستور العراقى، بينما أعلن الرئيس التركى، رجب طيب أردوجان، أن أكراد كوبانى قبلوا مساعدة 1300 من مقاتلى الجيش الحر، وأن قوات البشمركة ستدعم المدينة بـ150 مقاتلا فقط وليس 200 كردى، بينما أعلن قائد عسكرى ميدانى فى المعارضة السورية المسلحة أن قوات من الجيش الحر ستدخل خلال 36 ساعة كوبانى، فور موافقة أكراد المدينة التى يخوضون فيها «حرب شوارع» شرسة ومتواصلة منذ أكثر من شهر على عدة جبهات، مما كبد «داعش» خسائر فادحة فى مقاتليه ومعداته العسكرية.
وذكرت صحيفة «ميلليت» التركية أن حكومة أردوجان قد تتخذ قرارا بشكل أحادى لإنشاء منطقة آمنة بالأراضى السورية أو داخل تركيا، تحسبا لموجة المهاجرين السوريين إلى تركيا.