x

رولا خرسا عام هجرى جديد رولا خرسا الجمعة 24-10-2014 21:41


«اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِى، وَقِلّةَ حِيلَتِى، وَهَوَانِى عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّى، إلَى مَنْ تَكِلُنِى؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِى أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِى؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَىَّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِى، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِىَ أَوْسَعُ لِى، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِى أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِى غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَىَّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك»، هذا الدعاء ردده سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، حين تعرض للإيذاء الشديد من أهل الطائف عندما حاول الهجرة إليها.. دون دخول فى حكاية الهجرة التى سيكتب عنها كثيرون اليوم بمناسبة السنة الهجرية أود التوقف أمام هذا الدعاء. وقبل أن أكمل أشرح لمن لا يعلم أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، قد حاول الهجرة مرة قبل هجرته الفعلية وكانت إلى الطائف، فآذاه أهلها كثيرا، وردد وقتها هذا الدعاء، ثم أمره بالهجرة إلى المدينة، حيث استقبله أهلها بالترحاب. ويوم هجرته هو بداية السنة عند المسلمين أو رأسها. محاولة هجرته للطائف كانت مؤلمة جسديا ونفسيا، لذا أتوقف أمامها اليوم، فكم واحدا منَّا توالت عليه المشاكل والهموم ونظر إلى السماء قائلا: «يا رب لماذا؟؟»، الغريب أن البعض يقول لك: لا يجب أن تعترض على مشيئة الله وكأننا ملائكة لا بشر.. صحيح أن وراء كل أمر حكمة لا نفهمها ولكننا ضعفاء لا حول لنا ولا قوة.

ونحن كبشر نحولها إلى: «يا رب ماليش غيرك».. أو «سايبنى لمين يا رب؟» مع أن داخلنا نعلم جيدا أن الله لن يتخلى عنا.. نقضى حياتنا فى صراع، تشدنا المشاكل والهموم، تقلب قلوبنا، وأنا مؤمنة بأن القلب سُمى قلبا طبقا لما جاء فى حديث رسولنا الكريم عندما سُئل: هل سُمى القلب قلباً لتقلبه؟ فأجاب، عليه الصلاة والسلام: «نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء»، وورد أن قلب ابن آدم كريشة ملقاة فى فلاة تفيئها الرياح. وسمى إنسانا لأنه ينسى.. إذًا فلنكن رحماء على بعضنا البعض، عندما تجد أخاك ضعيفا متألما لا تعنفه بقولك: «يا أخى ما أنت فيه ضعف إيمان» أو «يا أخى مش كده حرام».. يجب أن نرحم ضعف بعضنا البعض، نقدر أننا بشر، نحب، نغضب، نجرح، نتألم، نبكى، ننهزم، نخسر، نفقد، وفى كل ما سبق ألم، والألم إما يهذب المشاعر أو يجعلها أكثر قسوة، لأن من يتألم كثيراً يبدأ بإحاطة نفسه بسياج يبعد به الآخرين كى لا يعانى من ألم جديد.

قد نلجأ إلى الله ونلوذ بالدعاء، وقد نغضب وننهار.. وفى الحالتين يتحكم الله فى قلوبنا، فهو وحده القادر على إنزال السكينة عليها وعلى تثبيتها.

ما ظنك والله معك؟ وهو مَن وعدك بأن يكون أقرب إليك من حبل الوريد.. كل عام وأنتم بخير.. بمناسبة السنة الهجرية الجديدة.. كل عام ونحن إلى الله أقرب.. ولا تحزن إن الله معك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية