أودعت محكمة جنايات شبرا الخيمة حيثيات الحكم في القضية المعروفة إعلاميا بـ«قطع الطريق الزراعي بقليوب» والمقضي فيها بمعاقبة كل من الدكتور عبدالله بركات، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، والمحاسب حسام ميرغني تاج الدين، بالسجن المؤبد لكل منهما.
والذي أصدرته المحكمة برئاسة المستشار، حسن فريد وعضوية المستشارين عصام أبوالعلا، وفتحي عبدالحميد الرويني، بحضور يحيى فريد زارع، رئيس النيابة، وأمانة سر وليد شعبان ومينا عوض.
أفادت المحكمة بأن الواقعة حسبما استقرت في يقينها واطمأن إليها ضميرها تنحصر وقائعها في أنه على أثر خروج العديد من طوائف الشعب في 30 يونيو 2013 برغبة وعزيمة قوية على المطالبة بإقصاء رئيس البلاد المعزول في ذلك الوقت، محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة لما لمسوه فيه من أنه نسيج غير متجانس مع فطرتهم ينشز عن لحنهم ويشرد عن سربهم الذي أقسم على حمايته والخلاص له.
واستجاب الجيش لنداءات الملايين الذين استنفروا فيه حسه الوطني ودوره في الدفاع عن البلاد فخرج عن صمته وأيقن أن الوقت قد حان وآثر التدخل قبل فوات الأوان من بعد أن ازداد الشقاق بين خلايا الجسد الواحد وتباينت الآراء تباينًا جمًا بين المؤيدين والمعارضين بما أفسد للود قضية، وانتزع من الحوار سماحة الخلاف فاستعصى معه بل استحال أن يبلغا نقطة التقاء بينهما وبدت الفتنة تطل برأسها على مستقبل أمة، الأمر الذي لم يجد معه الجيش سوى أن يواجه مصيرًا كان محتومًا وأن يضطلع بدوره الذي فرضته عليه ظروف الحال من قبل أن ينفرط عقد الأمة، فتدخل ليستبدل عشوائية القوة بمشروعيتها، وليكون له القول الفصل في الأحداث التي تمر بها البلاد.
وأكدت المحكمة أن المتهم الأول عبدالله بركات أصدر بيانًا باعتصام رابعة ذكر فيه: «أعداؤنا اتفقوا مع إسرائيل وأمريكا- أعداء الدين ضد الإسلام- إيه رأيكم عودة الشرعية ونصر الراية في كفة والشهادة في كفة عايزين إيه غير الشهادة- يبقى لو كنتم صادقين لن ينتصروا عليكم أبدًا» فهذا الذي ذكر وعظم فيه من قدر الشهادة بقدر عظمها خطاب يبدو في ظاهره الرحمة ولكن باطنه من قبله الحث على القتال، واستغل هو والمتهم حسام ميرغني وآخرون سبق الحكم عليهم، وجودهم بالميدان فألفوا من جمعهم هذا عصابة تهدف إلى مهاجمة طائفة من السكان ومقاومة رجال السلطة العامة بالسلاح، وتأكيدًا على ذلك وتفعيلاً له تجمهر المتهمان وآخرون سبق الحكم عليهم داخل نطاق مدينة قليوب لتنفيذ أغراض إرهابية تهدف إلى قطع طريق مصر إسكندرية الزراعي وتعطيل وسائل النقل العامة والخاصة وإصابته بالشلل المروري وإشاعة الفوضى وإثارة أعمال الشغب والعنف وتصدير هذا المشهد دوليًا للخارج.
وأكدت المحكمة أن القيادات المركزية بجماعة الإخوان والتي من بينها المتهم عبدالله بركات أصدرت تكليفات للقيادات اللامركزية بالجماعة وكذا الجماعات المتشددة داخل محافظة القليوبية والتي من بينها المتهم الثاني حسام ميرغني على تنظيم هذا التجمهر في ضوء الأهداف السابق ذكرها وقاموا بتوزيع بعض المنشورات على مستقلي السيارات عبارة عن كتيب بعنوان الانقلاب العسكري في ضوء الشريعة والدستور وآخر بعنوان «أرفض الانقلاب العسكري» والثالث معنون «إلى أهلنا وإخواننا وشركائنا في الوطن»، ثم تحركت مسيرة المتجمهرين بالطريق الزراعي حتى وصلت مدخل العوادم بقليوب وهم يرددون هتافات عدائية ضد القوات المسلحة والشرطة ويرفعون صورًا للرئيس المعزول.