x

سليمان جودة بيان الرئاسة الذى صدم الناس! سليمان جودة الأربعاء 22-10-2014 21:19


لا أخفى سراً على رئاسة الجمهورية حين أقول إن النفى، الذى صدر عنها، حول احتمالات إجراء أى تعديل وزارى قريب، قد صدم كثيرين تمنوا جميعاً لو أن أداء الرئاسة، فى هذه النقطة تحديداً، كان مختلفاً تماماً، ومتجاوباً مع النبض العام للشارع.

ومصدر الصدمة هنا ليس سببه أن الناس غير راضية عن أداء الحكومة الحالية إجمالاً، وإنما سببه أن فى الحكومة، كما هو واضح للجميع، وزراء يمكن حصرهم واحداً واحداً، ما كان لهم أن يدخلوا الوزارة أصلاً، فضلاً بالطبع عن أن يبقوا فيها، ولو ليوم واحد، فإذا ببيان الرئاسة يبشر المصريين بأنهم باقون فى معاقلهم، ليس إلى الغد، أو بعد الغد، أو حتى لأسبوع أو شهر قادم، وإنما إلى ما بعد انتخابات البرلمان!

لنا، عندئذ، أن نتصور عواقب وجود وزراء، كهؤلاء، فى الحكومة، على مستوى الخدمة العامة المقدمة للناس، لعدة أشهر مقبلة، وهو مستوى، كما نرى ونتابع، يتدنى إلى حدود مريعة، وعلى نحو ربما لم يمر به المواطنون من قبل!

يكفى، على سبيل المثال، أن يتابع رئيس الجمهورية، ومن ورائه رئيس الحكومة، الأداء العام فى مستشفيات الحكومة، وكيف أن الخدمة التى يلقاها المواطن فيها، من خلال وقائع محددة تابعناها مؤخراً، لا تليق بالحيوان، فما بالك إذا كان المتردد عليها إنساناً من حقه أن نعامله كآدمى لا أكثر ولا أقل!

ويكفى، فى جانب آخر، أن يتابع رئيس الجمهورية، ومن ورائه رئيس الحكومة، ما يجرى فى مدارسنا الحكومية هذه الأيام، من أحداث محزنة، وغير مسبوقة، وكيف أنه لا يمر يوم إلا ويسقط فيه تلميذ جديد صريعاً تحت باب يسقط فوق دماغه مرة، أو زجاج شباك يمزق جسده مرات!!.. فهل هذه مدارس فعلاً، وهل الرجل المسؤول عنها وزير حقاً؟!

هل يحق للوزير المسؤول عن مدارس هذا هو حالها التعيس، أن يبقى فى منصبه ساعة واحدة؟!.. بل هل يجوز أن يغادر منصبه دون أن نحاسبه حساباً عسيراً، على ما يلقاه طلابنا فى مدارسهم على يديه كل يوم؟!

وأرجو ممن سوف يرد بضعف الإمكانات المتاحة للوزير أن يوفر كلامه، لأن سقوط تلاميذنا، واحداً وراء الآخر هكذا، وبهذه الصورة المحزنة، ليس ضعفاً فى الإمكانات، بقدر ما هو إهمال جسيم من وزير التربية والتعليم، وبقدر ما هو استهانة لا حد لها، من جانبه، بأرواح التلاميذ الذين سقطوا صرعى دون أن يرمش جفن فى عينيه!!

هل هذا وزير يليق بنا أن نتركه فى مكانه؟!.. وإلى متى؟!.. إلى ما بعد انتخابات البرلمان، أى إلى مارس المقبل على أقل تقدير!!

إننى أتكلم عن مجرد نماذج فى الأداء العام، يتابعها المصريون، فى ألم وأسى وقلة حيلة، ويتمنى كل واحد فيهم لو يتدخل الرئيس السيسى، ومعه رئيس الحكومة، لوضع حد لهذا العبث بحياة الناس.

ولا يتصور المرء أن يكون رئيس الجمهورية، ومعه رئيس حكومتنا، راضيين كل الرضا عن الوزراء جميعاً.. فبالقطع هناك وزراء دون المستوى فى أدائهم، وبالقطع يريد الرئيس والمهندس محلب التخلص من بعض الوزراء، وبالقطع هناك وزراء «تورط» فيهم الرئيس ورئيس الحكومة أمام إلحاح الرأى العام فى اتجاه سرعة تشكيل الحكومة، فى تعديلها الأخير، وبالقطع.. وبالقطع... إلى آخره.. فبأى منطق، وبأى عقل، يبقى هؤلاء لساعة حتى ولو كانوا معدودين على أصابع اليد الواحدة؟!

سيادة الرئيس.. ملايين الناس يكتوون يومياً بأداء عام هابط للغاية، من جانب مسؤولين كثيرين، وزراء، وغير وزراء، ولابد أن التعديل الوزارى يرتبط، فى كل أحواله، بمدى حاجتنا إليه، وليس أبداً بمواقيت انتخابات، لأنك أنت، يا سيادة الرئيس، هو من يحمل على ظهره وكتفيه عواقب هذا الأداء العام الذى لا يليق بأطفال، فما بالك إذا كان أصحابه وزراء فى حكومة مسؤولة؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية