تراجع حزب العمال الكردستاني عن تحذيراته بشأن إنهاء عملية السلام مع الحكومة التركية في 15 من أكتوبر الجاري إذا لم تقم أنقرة بخطوات محددة، حسبما أعلن مؤسس الحزب عبدالله أوجلان في بيان نشرته صحيفة «حرييت»، الأربعاء.
وذكر أوجلان أنه «كانت هناك نقطة قطيعة في العملية بسبب موقف الحكومة. طريقة تصرفها لا تتماشى مع خطورة المشكلة التي نحاول حلها. في 15 أكتوبر دخلنا في مرحلة جديدة. مسئوليتنا تتمثل في أن يؤدي الأمل الذي ابتعثناه إلى وقائع عملية».
ونقلت هذه الرسالة عن لسان أوجلان عبر وفد من حزب العمال الكردستاني زاره في السجن، حيث يمضي عقوبة السجن المؤبد، وقد جدد خلالها انتقاداته لأنقرة، ولكنه ألمح بلغة ملتفة قليلا إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة.
وقد اتهم العديد من القادة الأكراد أنقرة بالسلبية، رغم أن حزب العمال الكردستاني أوفى منذ أكثر من عام بوعده بسحب مقاتليه من الأراضي التركية، وبالالتزام بوقف إطلاق النار الساري منذ مارس 2013.
ويشار إلى أن أبرز مطالب المتمردين الأكراد في مقابل تسليم السلاح تتمثل في قبول الهوية الكردية بالدستور التركي، وإمكانية التعلم في المدارس باللغة الكردية، وإطلاق سراح الكثير من المعتقلين لصلاتهم بحزب العمال الكردستاني، وتعديل نظام العزل الذي يخضع له أوجلان.
ورغم المطالبة أيضا بـ«لامركزية» إدارية، لم يتم طرح إقامة إقليم كردي ذاتي الحكم.
وخلال الأسابيع الأخيرة، رهن عدة قادة أكراد مستقبل عملية السلام مع الحكومة بمصير مدينة كوباني السورية الكردية، التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكثر من شهر.
وقد أثر رفض أنقرة السماح بوصول المساعدات العسكرية إلى كوباني على عملية السلام، وأدى في مطلع أكتوبر الجاري إلى اندلاع احتجاجات من جانب الأكراد بتركيا، أسفرت عن سقوط نحو 40 قتيلا.
ولكن يبدو أن إعلان الحكومة التركية اعتزامها السماح للقوات الكردية العراقية بالمرور عبر أراضيها للوصول إلى كوباني لإنقاذها، ساهم في تهدئة التوتر.