الحب «15»
■ كما ذكرت أمس اشتريت من مكتبة ببغداد، صيف 1980، كتاب «القبلة فى الشعر العربى» للأديب اللبنانى د. على شلق، وعكفت على قراءته منتشيا بأشعار الأقدمين والمعاصرين، متذكراً قوله (إن القبلة «جواز سفر» من الله إلى القلوب، وللقلوب رحلة على زورق الجمال إلى فردوس الحياة، نصنع نسلاً جديداً لها، ليرضى الله عن الأحياء!!).
.. ومرت السنوات، وفى معرض الكتاب بالقاهرة عام 1985 وجدت للدكتور على شلق مجموعة من المراجع الشعرية الرائعة عن «الحواس».. جمع فى كل منها ما يتعلق بحاسة معينة فى الشعر الجاهلى والمخضرم، وفى الشعر الأموى والعباسى والأندلسى والحديث، إضافة إلى بعض المتفرقات.. إنه جهد رائع مضنٍ، ولا أعتقد أن هناك من سبقه فى عمل كهذا!!
■ اشتريت المجموعة المذكورة وشملت (العين فى الشعر العربى) و(السماع فى الشعر العربى) و(الشم فى الشعر العربى) و(اللمس فى الشعر العربى) و(الطعم فى الشعر العربى).. مجموعة رائعة تجعلك تعيش فى جو من الإمتاع والمؤانسة، وتدرك مدى تميز الشعر العربى، وروعة أحاسيس الشعراء على مر العصور، وكيف أن الحواس كانت مفاتيح للقلوب تشعل نيران الحب!!
■ إنصافاً للحق لقد قرأت كتاب (العين فى الشعر العربى) عدة مرات!! فالعين مرآة النفس، تعكس الحب والبغض، والحزن والفرح، والأمل واليأس وغيرها.. وسواء كانت العين خضراء.. زرقاء.. عسلية.. سوداء.. يجد فيها الملهمون أسراراً، ويقابل بها المحبون من أحبوا بقولهم «إنت عينيا!» ويتشاءم منها الواهمون بقولهم «أصابته عين!!» وقرنها المطربون بالليل، فيرددون «يا ليل يا عين!».. فالعين والقلب جناحان للحياة.. ولكليهما باع كبير فى الحب الحقيقى واستمراره.. فإلى الغد.