x

عاصم حنفي ولماذا يتغافل الأمن عن جرائم الشاطر؟! عاصم حنفي الثلاثاء 21-10-2014 21:30


لو أن قيادات الجماعة تقيم فى سجن أمريكانى.. ينام الواحد منهم على البلاط.. لا يشاهد أحداً ولا يكلم أحداً.. يأكل العيش الحاف.. ويتعرض عند المخالفة لعلقة من التى يحبها قلبه.. لأقر واعترف وتوقف عن شغل المؤامرات التى يدبرونها من داخل السجون.. وأنت تعرف وأنا أعرف وأى تلميذ يدرس مبادئ الأمن يعرف أن الشاطر هو المسؤول الأول عن التنظيم السرى للجماعة الإرهابية.. هو المسيطر اقتصادياً حتى فى السجن.. وجميع الأفراد والتنظيمات الإخوانية عندها التعليمات واضحة بالاتصال المباشر أو غير المباشر بالشاطر.. ليقوم بالتنسيق وإعطاء الأوامر.. وأقطع ذراعى أنه المسؤول الأوحد عن أحداث العنف والقتل وزرع القنابل فى الموالد، والهجوم على كمائن الشرطة وأبراج الكهرباء ومحطات المترو وإشعال الحرائق.. لكن الخيبة أن الأمن لا يعرف ولا يدرك.. فيتعامل مع الشاطر وقيادات الجماعة بالشوكة والسكين!!

لا أطالب، لا سمح الله، بالمعاملة الأمريكانى للشاطر.. لا أطالب بتطبيق لوائح سجن جوانتانامو أو معتقل أبوغريب.. لكنى أطالب بتطبيق لائحة السجن النموذجية للمساجين الأشد خطراً على المجتمع.. حيث الراديو ممنوع.. والجرائد مرة فى الأسبوع.. والتكييف من رابع المستحيلات.. والثلاجة والفيديو من الأحلام.. والنوم على البرش.. وخمسون شخصا ينامون فى العنبر الواحد.. والتواليت جماعى فى الجردل داخل الزنزانة..!!

الشاطر يؤمن بأن استمرار القلاقل كفيل بعرقلة المشوار.. وهو يحدد مهلة قدرها ثلاث سنوات للإيقاع بنظام السيسى.. وهو يتعامل كسجين فوق العادة.. وهل لاحظت سعادتك أنه لم يقدم للمحاكمة حتى الآن.. أملاً منهم فى وساطة مزعومة يقوم بها.. وهل قرأت مذكرات سعد الدين إبراهيم التى تؤكد اللقاءات والحوارات والمفاوضات بالسجن بينه وبين الشاطر إبان حكم مبارك.. بما يعنى أن السجن هو مكان نموذجى للاتفاقات تحت الأرض.. ومن يضمن ألا تتكرر تلك اللقاءات بين الشاطر وقيادات أخرى تسعى لإخراجه من القضية مثل الشعرة من العجين..!

لا أعرف تحديداً ماذا يتم فى السجون مع جماعة الإخوان.. لكنى أعرف يقيناً أن القبضة الأمنية قد تراخت معهم حبتين داخل السجون.. وهى نفس القبضة التى تراخت فى السابق مع رموز نظام مبارك بعد القبض عليهم فى أعقاب 25 يناير.. فوفرت لهم سجناً ولا السجون السويدية.. حيث الإقامة خمسة نجوم.. والعنابر مكيفة ومساحة العنبر 45 متراً ملحق ببعضها غرف للخدم والحشم، والعنابر زودت بالموكيت والباركيه.. والتواليت على سنجة عشرة.. والثلاجة والفيديو والكوتشينة والتليفزيون الملون والجرائد والمجلات والإيريال الدولى والكمبيوتر المتطور والتليفون اللاسلكى بدون نمرة.. يعنى تليفون سرى ليتمكن البيه المسجون من الاستمتاع بالتواصل والاتصال وإدارة أعماله الخاصة.. وقد بررت إدارة السجون بأن ذلك يتم على حساب المسجون ومن حر ماله.. ليتحول السجن من تأديب وإصلاح وتهذيب.. إلى استراحة محارب وهدنة مع النفس.. وإقامة فندقية معتبرة!!

أخشى بصريح العبارة أننا نتعامل باللين مع الجماعة الفاسدة.. التى تواصل المؤامرة من داخل السجون.. رغم التقارير الواضحة التى تثبت تورطهم.. وأخشى أن تتحول محاكماتهم إلى مجرد شو استعراضى ينتهى ببراءتهم عند الاستئناف.. تماماً كما حدث مع حسنى مبارك الذى حاكمناه عن جرائم صغيرة.. ولم نحاكمه عما هو أخطر.. حاكمنا مبارك عن فيلا حصل عليها بأقل من السعر.. وحاكمناه عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين.. مع أنه لم يطلق شخصياً رصاصة واحدة.. لكنه كان ممسكاً بكل خيوط الحكم.. ولا تتم صغيرة أو كبيرة سوى بأوامره شخصياً.. ولو أنصفنا لحاسبناه عن جرائم السياسة.. وعن الاستيلاء على الحكم بالحيلة والتزوير طوال ثلاثين سنة.. قام خلالها بإفقار الشعب ودفع البلاد للوراء وربطها بالمصالح الأمريكانية الإسرائيلية على حساب علاقاتها الأفريقية والعربية كدولة من دول عدم الانحياز.

وعلينا لو كنا جادين لحاكمنا قيادات الإخوان بأسلوب السياسة وليس بأسلوب الجنايات.. لكننا لسنا كذلك.. ومن حسن حظ جماعة الإخوان أنهم مسجونون فى دولة ديمقراطية.. لا تعرف الفساد والهزار والتسيب.. وتعرف العيب والأصول.. وتنفذ إعلان جنيف لحقوق الإنسان.. والتى تراعى ربنا فى المساجين الغلابة.. الذين تحتفظ بهم إلى حين فك أسرهم بإذن واحد أحد.. لهذا وفرت لهم سجوناً ولا السجون السويدية..!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية