«إبراهيم الأبيض» هو أول سيناريو يكتبه عباس أبوالحسن، الذى اشتهر بدور صغير فى فيلم «مافيا» إخراج شريف عرفة، وبعده دور مؤثر فى «عمارة يعقوبيان» إخراج مروان حامد.
عباس كتب السيناريو منذ سنوات، وأعاد كتابته 6 مرات، وأصر من البداية على مروان حامد لإخراجه.
■ لماذا كتبت سيناريو «إبراهيم الأبيض»؟
- عندما كنت أقرأ السيناريوهات التى تعرض علىّ كممثل اكتشفت أن الكتابة السينمائية سهلة، وقررت أن أكتب سيناريوهات، وبدأت فى كتابة سيناريو «إبراهيم الأبيض» وعرضته على بعض السينمائيين الذين وجدوا أننى ينقصنى التكنيك، فتوقفت عن الكتابة وسافرت إلى الخارج لدراسة السينما، وعندما عدت أعدت ما كتبته..
وفى هذا التوقيت كنت قد دعيت للعرض الخاص لفيلم «لى لى» لمروان حامد، وساعتها قلت إنه سيكون مخرج «إبراهيم الأبيض»، وأعطيته نسخة من السيناريو وقررت أن يخرجه، ولكننا واجهنا مشكلة مع شركات الإنتاج، وتم تأجيل الفيلم لأكثر من عام، ثم أخرج مروان فيلم «عمارة يعقوبيان»، وبعد نجاحه أصبحت فرصته أفضل بعد ثقة شركات الإنتاج فيه ومنحته حرية اختيار أى سيناريو، ومن حسن حظى أن مروان كان متعلقا بـ«إبراهيم الأبيض»، وشجعنى على إعادة كتابته، وبالفعل أعدت الكتابة 6 مرات، وكانت معظم التغييرات خاصة بطريقة السرد.
■ ولماذا تناولت مجتمع العشوائيات؟
- لأننى كنت أتابع الحوادث فى مصر، ووجدت معظمها يحدث فى مناطق العشوائيات، واكتشفت أن العنف الذى يخرج من هذه المناطق ناتج عن الفقر الشرس والجهل وعدم وجود الأمل أو العلاج أو الشرطة واخترت أن تكون قصة الحب مدخلى الأساسى إلى هذا العالم دون فكر فلسفى.
■ لكن مشاهد العنف أبرز من مشاهد الدراما فى الفيلم؟
- مشاهد الدم أو العنف فى الفيلم لا تزيد على ثلاثة مشاهد، والعنف الموجود فى الفيلم أقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة، وأعتبر مشهد انتحار «عشرى» فى البانيو أعنف مشاهد الفيلم رغم أنه لا توجد به دماء، ولم تظهر فيه سكين.
■ ألا ترى أن شخصيات الفيلم غير مكتملة؟
- لأن حياتهم مبتورة سواء فى حبهم أو آمالهم، وكل ما حولهم غير مكتمل، لذلك تظهر أحداث الفيلم بشكل مختزل أشبه بالبتر، وهذا مقصود لأنك تتحدث عن عالم مختلف وشخوص لا تعرفها تحتاج أن تقترب منها وتكشف بنفسك حياتها، وعلى الجمهور ان يتعامل معها بشكل كامل.
■ شخصية «إبراهيم» غير واقعية، بل أشبه بـ«سوبرمان»، خاصة فى مشاهد المطاردات والمعارك.
- شخصية إبراهيم واقعية بنسبة كبيرة، ويوجد منها المئات وهى تعبر عن نبض المجتمع الذى تعيشه، فهو بطل مهزوم أكثر منه منتقمًا، وقوته الحقيقية جاءت من حرصه على تنفيذ وصية والدته عندما قالت له: «ما تخليش حد يدوس عليك»، كما أنه جزء من منظومة مجتمع.
■ ولماذا تحولت شخصيته بعد أن فقد «حورية»؟
- لأن «حورية» كانت الأمل بالنسبة له، وعندما فقدها تحول إلى شخصية انتحارية، وهانت عليه نفسه، و دخل فى مرحلة انهيار. والراوى يؤكد مدى التحول الذى وصل له «إبراهيم»، حيث ظل لفترات طويلة فى حالة سُكْر، كما أنه تناول كميات كبيرة من المخدرات جعلته فاقد الوعى، حتى فى مشهد النهاية، فهو لم يشعر بمدى العنف والقسوة اللذين تعرض لهما من عصابة «زرزور» لأنه لم يكن يشعر بجسده.
■ ولماذا ربطت بين الدين والشر فى شخصية «زرزور»؟
- «زرزور» موجود فى الواقع، وهذا الرجل لديه قناعة بأنه طيب، ويبرر لنفسه كل أخطائه، كما أنه يستغل آيات «القرآن» حتى يخترق جهل رعيته، فقد استخدم الدين من هذا المنطق حتى يبرر أفكاره.
■ وهل غياب الشرطة عن هذا المجتمع منطقى؟
- غياب الشرطة واقعى، لأن هناك عداءً شديدًا بين الشرطة ومجتمع هذه المناطق لأن الشرطة تمثل لهم القهر، كما أن قانون الدولة غير موجود فى حساباتهم.