أكدت دراسة حكومية أن حوادث الطرق فى مصر «بلغت معدلات خطيرة» تفوق المعدلات العالمية، وتنبه إلى ضرورة معالجتها بشكل حاسم وسريع، موضحة أن معدل الوفيات بسبب حوادث السيارات فى مصر بلغ 222 حالة وفاة لكل 1000 كم من الطرق، مقارنة بالمتوسط العالمى، الذى يتراوح ما بين 4 و20 حالة وفاة، لكنها شددت فى الوقت ذاته على عدم وجود ارتباط بين حوادث الطرق وأعداد السائحين فى مصر.
وقالت الدراسة الصادرة عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء: «تقدر تكلفة تلك الحوادث فى مصر بحوالى 16 مليار جنيه سنوياً، بالإضافة إلى الآثار السلبية لتلك المشكلة على السياحة والاستثمار ومن ثم على عملية التنمية، ومن الممكن أن تتفاقم مشكلة حوادث الطرق فى مصر خلال السنوات المقبلة فى ظل التوسع العمرانى، وزيادة عدد السيارات، ومن ثم ازدياد الكثافة المرورية على الطرق، بالإضافة إلى زيادة عدد السكان».
ولفتت الدراسة – التى أشرف عليها الدكتور محمد على إسماعيل – إلى أنها تهتم بالتعرف على تأثير حوادث الطرق على السياحة فى مصر، وتحديد ما إذا كانت هذه المشكلة تؤثر تأثيراً كبيراً على اعداد السائحين أم لا، وتستخدم الدراسة أساليب تحليل السلاسل الزمنية للإجابة عن هذه التساؤلات.
وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة أقسام أساسية، يهتم القسم الأول بدراسة سلسلة حوادث الطرق فى مصر، والقسم الثانى يهتم بدراسة سلسلة أعداد السائحين الشهرية، ويقوم القسم الثالث بدراسة العلاقة بين حوادث الطرق والسياحة فى مصر.
ويركز القسم الأول على خصائص السلسلة الشهرية لأعداد حوادث الطرق فى مصر خلال الفترة من يناير 1990 حتى أكتوبر 2008، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء، يتناول الجزء الأول دراسة السلاسل الشهرية لكل من أعداد حوادث الطرق والقتلى والمصابين وصفيا من خلال حساب بعض المقاييس الوصفية لهذه السلاسل مثل الوسط الحسابى والانحراف المعيارى، بينما يركز الجزءان الثانى والثالث على دراسة سلسلة أعداد حوادث الطرق من حيث التعرف على الاتجاه العام لها والتغيرات الموسمية الموجودة بها، واختيار وتوفيق النموذج المناسب للتعبير عنها.
وفيما يتعلق بتوصيف حوادث الطرق فى مصر خلال الفترة من يناير 1990 إلى أكتوبر 2008.. قالت الدراسة: «بلغت حوادث الطرق التى وقعت خلال هذه الفترة حوالى 426.4 ألف حادث، أسفرت عن مقتل نحو 100.9 ألف شخص، وإصابة 440 ألفًا تقريباً».
وأضافت: «يلاحظ ارتفاع مستوى سلسلة إعداد حوادث الطرق فى مصر منذ ديسمبر 1995 مقارنة بالفترة من يناير 1990 إلى نوفمبر 1995، وكذلك الاتجاه العام المتزايد لأعداد المصابين جراء حوادث الطرق».
وعلى ضوء ما سبق يتضح أن عدد حوادث الطرق بلغ فى المتوسط 1886.6 حادث شهرى، بمعدلات تقترب من 62 حادثاً يومياً، و 22640 حادثاً سنوياً، وذلك خلال هذه الفترة فى المتوسط نحو 447 قتيلاً شهرياً، بمعدلات خلال هذه الفترة بلغت حوالى 1202 قتيل، وذلك خلال شهر يوليو 2005، بينما بلغ أدنى عدد للقتلى 215 قتيلاً، وذلك خلال شهر مايو 1991، كذلك فإن متوسط عدد المصابين خلال الفترة من يناير 1990 إلى أكتوبر 2008، بلغ حوالى 1947 مصاباً شهريا، بمعدلات تقترب من 64 مصاباً يومياً، و23362 مصاباً سنوياً.
ولفتت الدراسة إلى أن عدد المصابين شهرياً وصل إلى أعلاه فى أغسطس 2008، حيث بلغ 2572 مصاباً، بينما كان أدناه فى مايو 1991، حيث وصل إلى 683 مصاباً.
وفيما يتعلق بـالقسم الثانى، الذى يتحدث عن خصائص السلسلة الشهرية لأعداد السائحين الوافدين إلى مصر .. قالت الدراسة: «بلغت أعداد السائحين الوافدين إلى مصر فى شهر أغسطس 2008 نحو 1.1 مليون سائح، مقارنة بحوالى 196.4 ألف سائح فى بداية الفترة، وذلك خلال شهر يناير 1995.
وتشير الإحصاءات إلى أن اجمالى عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة من يناير 1995 إلى أغسطس 2008، بلغ حوالى 85.9 مليون سائح، بمتوسط نحو 523.6 ألف سائح شهرياً، بانحراف معيارى يبلغ 247.1 ألف سائح»، موضحة أن شهر أبريل من عام 2008 شهد أكبر عدد من السائحين الوافدين، حيث بلغ عددهم حوالى 1.2 مليون سائح.
بينما شهد شهر فبراير من عام 1995 اقل عدد من السائحين خلال الفترة محل الدراسة، حيث بلغ حوالى 160.6 ألف سائح، ويقترب منه فى ذلك كل من شهور ديسمبر 1997 ويناير 1998 وفبراير 1998، وهى الأشهر التى تلت حادث الأقصر فى نوفمبر 1997 مباشرة، حيث بلغت أعداد السائحين خلال هذه الأشهر نحو 177.9 و 168.2 و169.6 ألف سائح على الترتيب.
ويتناول القسم الثالث من الدراسة أثر حوادث الطرق على السياحة فى مصرباستخدام أشكال مختلفة من التحليل الإحصائى، ويتكون هذا القسم من جزءين أساسيين: يهتم الأول بتحليل أثر حوادث النقل، سواء كان نقلاً برياً أو بحرياً أو جوياً، على السياحة باستخدام ما يعرف بتحليل التدخل، بينما يهتم الجزء الثانى من هذا القسم بدراسة أثر حوادث الطرق على السياحة باستخدام نماذج التحويل، حيث تستخدم هذه النماذج فى دراسة العلاقة بين سلسلة تمثل المتغير التابع محل الاهتمام وواحدة او اكثر من السلاسل التى يمكن أن يكون لها تأثير على هذا المتغير.