رغم اختلافى الشديد مع بعض قرارات وتصريحات المستشار مرتضى منصور إلا أننى انضم إلى صفه وأؤيده لقبول عرض إحدى الشركات السعودية لاستئجار ملعب واستاد محمد حلمى زامورا بمبلغ 2 مليار و200 مليون جنيه لمدة 35 سنة لتحويله إلى سوق تجارية «مول» على أن يحصل النادى على 150 مليوناً حال توقيع العقد، ونفس القيمة بعد ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى 60 مليوناً سنوياً، وهى مبالغ نزلت من السماء لإنقاذ النادى من الإفلاس كمعظم الأندية الكروية المصرية.
إلا أن الأمر أثار شكوكاً ومعارضات عنيفة من جانب مشجعى النادى، الذين وصفوه على مواقع التواصل الاجتماعى «هاشتاج زامورا مش للبيع»، بينما وصفه البعض الآخر بالجريمة لأنه تفريط فى تاريخ القلعة البيضاء، باعتبار أن ملعب حلمى زامورا يعد جزءاً لا يتجزأ من تاريخ النادى الأبيض، سواء باسمه المنسوب إلى واحد من أهم رؤساء الزمالك على مدار تاريخه، وكذلك لأهميته المعنوية الخاصة بارتباطه بتاريخ الفريق الكروى الأول، وشهد أيضاً العديد من الاحتفالات بحصد الفريق الأبيض مختلف البطولات على مدار تاريخه، ووصل الأمر إلى انقسام أعضاء مجلس الزمالك بين مؤيد ومعارض، حيث يرفض البعض مناقشته خشية انتقادات أعضاء الجمعية العمومية، والصدام مع جماهير النادى، فيما يفضل البعض مناقشة العرض قبل اتخاذ قرار مسبق بشأنه.
أما المؤيدون فيعمدون على العقل بعيداً عن العاطفة، مثلى، لأن العقد من المستحيل رفضه على اعتبار أن الزمالك يلعب خارج أرضه منذ سنوات، وبأن المقابل المادى الكبير سينعش خزانة القلعة البيضاء، خاصة أن المستشار أكد على إطلاق اسم حلمى زامورا على الاستاد الجديد بفرع النادى الجديد فى 6 أكتوبر، وهو تكريم أكبر وأعظم للراحل العظيم، فضلاً عن أن المقابل المادى الضخم سينهى أزمات كل فرق النادى، وسيساعد بشكل كبير على تدعيمها بصفقات من العيار الثقيل، من أجل العودة لمنصات التتويج مرة أخرى بعد سنوات عجاف، غابت فيها شمس البطولات عن قلعة ميت عقبة، وسيضع الزمالك فى قائمة أغنى الأندية على مستوى القارة الأفريقية، والعربية، ويجعل كلمة الأزمات المالية التى عانى منها طوال السنوات الماضية تختفى من قاموس النادى بلا رجعة.
وفى النهاية ستظل أزمة ملعب الزمالك قائمة بين مؤيد ومعارض، وقد تؤدى إلى توسيع والتهاب الشرخ الكبير بين مرتضى والوايت نايتس، التى شبهت العرض السعودى بالعرض القطرى خلال حكم الإخوان لتأجير بعض المناطق الأثرية لمدة خمس سنوات مقابل 200 مليار دولار، يا جماعة الآثار عمرها 7 آلاف سنة بينما ملعب الزمالك عمره لم يصل بعد إلى سن المعاش، 60 سنة فقط.