الحب «14»
■ الحواس هي وسائل للحب، منها كما ذكرت بالأمس النظر والسمع واللمس والشم.. هذه الحواس ذكرتنى عندما كنت ببغداد في صيف 1980، وأثناء تجوالى في شارع السعدون دخلت مكتبة سائلاً عن كتاب «مذكرات الفريق الشاذلى» فقد كان ممنوعاً في مصر، ولم أجده فرحت أتطلع إلى ما تحتويه المكتبة وانتهت جولتى داخلها بشراء كتابين.
■ الكتاب الأول «اتجاهات الغزل في القرن الثانى الهجرى» للدكتور يوسف حسين بكار، وهو أردنى، وله العديد من المؤلفات الرائعة.. كنت قد قرأت عن الغزل في العصر الجاهلى، ولاحظت أن الاتجاه الأكثر لشعراء ذلك العصر هو الغزل «الحسى» الفاحش وغير الفاحش، وأن الغزل كان في «النساء» ووصفهن، ووصف مفاتنهن وتشبيهها بأشياء مادية حسية نابعة من صميم البيئة الجاهلية، ولم يعتن الشعراء بالجانب «المعنوى» للمرأة، ولعل هذا بسبب أن هؤلاء الشعراء لم تتح لهم الفرصة للتعرف عن كثب على من كانوا يتغزلون فيهن، ولكنها لقاءات عابرة، ونظرات عن بعد!.. أما الاتجاه العفيف في شعر هؤلاء فكان قليلاً!! وبرغم قرب القرن الثانى الهجرى من نزول الرسالة فكان مليئاً بالفحش والفجور وشعراء المجون والزنادقة.. وذلك حديث آخر!!
■ الكتاب الثانى «القبلة في الشعر العربى» للأديب اللبنانى د. على شلق «1915-2008» وهو دراسة رائعة عن القبلة في الشعر الجاهلى والإسلامى والأموى والعباسى والأندلسى والحديث.. القبلة عنوان للحب أو الصداقة، وهى بين الأقربين عنوان للتعاطف والاحترام والخضوع والطاعة.. القبلة مهمة بين الحبيبين بعد الارتباط «الزواج».. ونستكمل غداً بمشيئة الرحمن.