الحب «13»
يقول الله - سبحانه وتعالى - فى سورة آل عمران 14 «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب».. تضمن تركيبنا الفطرى الميل لتلك الأمور المذكورة، وهى محببة إلينا، ومزينة فى نفوسنا، ولكن الاستغراق فيها كشهوات، وعدم التسامى وضبط النفس، ووقفها عند الحد السليم تؤدى إلى ما لا تحمد عقباه!!.. هى شهوات مستحبة مستلذة، وليست مستقذرة أو كريهة، وعلى الإنسان العاقل أن يضعها فى الحدود المأمونة ولا يجعلها تطغى، ولا يحاول الحصول عليها بالباطل!!
■ على كل منا أن يبتغى وجه الله، ويدرك أن الصراع بين شطرى النفس البشرية، أى بين نوازع الشهوة واللذة، وأشواق الارتفاع والتسامى، يجب أن يتغلب فيه الجانب الخير، وأن الحياة الدنيا فانية وهى متاع الغرور!!
■ الحب بين الرجل والمرأة مطلوب، خصوصاً إذا كان بهدف الارتباط، ولكن أسباب الحب عديدة وعجيبة.. كنا نردد فى شبابنا أن الحب نظرة فابتسامة، فسلام، فكلام، فموعد، فلقاء!.. فماذا لو كان الشخص أعمى؟.. نعم قد تكون البداية بتلاقى العيون، فللعيون لغة تغنى عن كثير من الكلمات.. قد تكون لسماع صوت الطرف الآخر ينساب كالموسيقى يدغدغ المشاعر.. قد تكون بتلامس جلد اليدين عند المصافحة.. أو أن يشم الأنف رائحة زكية تنبعث من الطرف الآخر!!
■ أنا ممن يؤمنون بأن الحب قد يأتى فجأة بغير استئذان.. لا يتدرج مرحليا كما ادعى البعض.. إنه إحساس غريب يتناب الطرف الآخر، وهو غير مرتبط بشكله أو مستواه الاجتماعى أو... إلخ، بل قد يكون أحيانا غير منطقى يثير العديد من علامات الاستفهام!!.. دعونا نَغُصْ أعمق فى بحر الحب.. فإلى الغد.