إنه أشهر شيخ في بلاد الشام، شيخ ذو عمامة بيضاء، قامته شامخة بارتفاع يزيد على 2800 متر، سعى كل من دخل بلاد الشام من غزاة لخطب وده، لأنه يشرف بهامته المديدة على دمشق والجولان والجنوب اللبناني.
إنه «جبل الشيخ» الذي يقع بين لبنان وسوريا والجولان السوري المحتل وفلسطين المحتلة، وسمي بهذا الاسم لأن الثلوج تغطي قمته معظم أوقات العام، فيبدو من بعيد كشيخ وقور بعمامة بيضاء.
وكان لهذا الجبل أهمية استراتيجية بالغة على مدار التاريخ وظهرت واضحة في الحروب العربية مع إسرائيل، وآخرها حرب أكتوبر 1973 حيث دارت معارك مهمة بين الجيشين السوري والإسرائيلي.
ويبدو أن فوائد هذا الجبل الاستراتيجية لم تنفذ بعد، فمنطقة العرقوب الواقعة جنوب شرق لبنان تعتمد بشكل كبير على هذا الجبل في الحيلولة دون تسلل المسلحين السوريين إليه، إذ يحمي جبل الشيخ، العرقوب من مصير بلدة عرسال الواقعة شمال شرق لبنان، التي أصبح مسلحو النصرة وداعش يسيطرون على أطرافها، وباتت البلدة محتلة.
وأكد رئيس هيئة أبناء العرقوب، الدكتور محمد حمدان، أن الجبل يحول دون سهولة انتقال المسلحين من الجانب السوري إلى العرقوب، خاصة مع قرب فصل الشتاء، حيث تتدنى درجات بشكل هائل في الجبل الذي يمتلك واحدة من أعلى القمم في بلاد الشام كلها (2814 مترا)، كما أنه لا يكاد يوجد أي ممرات تربط بين الجانب اللبناني والسوري باستثناء ممر أو اثنين يضبطها الجيش اللبناني، ولا يبقى سوى ممرات ضيقة للغاية لا تصلح لحركة السيارات بل صالحة للدواب فقط مما يطيل الوقت اللازم للانتقال من الجانب السوري إلى اللبناني.
وأضاف أن مثل هذه الوسيلة لن تنقل سوى كميات قليلة من الأفراد والمؤن والسلاح.