x

منتخب الجزائر.. بطل أفريقيا القادم

السبت 18-10-2014 15:08 | كتب: بوابة الاخبار |
لاعب منتخب الجزائر لاعب منتخب الجزائر تصوير : other

لعب منتخب الجزائر 4 مباريات في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، فاز بها جميعاً، وجمع 12 نقطة جعلته المنتخب الأول، والوحيد حتى الآن، الذي ضمن التأهل للبطولة، حيث أحرز 8 أهداف متنوعة جداً في طريقة الوصول للمرمى.. ودخل فيهم هدف واحد من ضربة جزاء.

والرسالة من كل هذا واضحة: ما حدث في كأس العالم 2014 لم يكن صدفة، ذلك الفريق هو أقوى منتخب أفريقي بالفعل.

الهدف الأول في التصفيات ضد إثيوبيا كان مؤشراً مبكراً على ما يمتلكه الفريق، صحيح أن الكرة سكنت الشباك بالمصادفة، ولسوء مستوى الحارس الإثيوبي كذلك، ولكن العشرين ثانية قبل ذلك هي الأهم.. الخفة التي تتحرك بها الكرة بين أقدام عدد من أمهر لاعبي أفريقيا في الفترة الحالية، والتناغم الذي يتحركون به هم أنفسهم.. تلك هي الحكاية.

يتميز المنتخب الجزائري حالياً بعدة أسماء لا يزيد متوسط أعمارهم على 25 عاماً.. رحلة ضخ دماء جديدة جرت خلال السنوات الأربع الأخيرة، ويُدين الجزائريون فيها بالفضل للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش، الذي خاض معارك متتالية مع الإعلام ومع اتحاد الكرة منذ تقلده منصب المدير الفني 2011 بسبب قراراته الصادمة بالتخلي عن أغلب أفراد الجيل الذي وصل لكأس العالم 2010، والاعتماد على أسماء جديدة ومجهولة تماماً.

ظلت النتائج مترنحة، ولكن الثمار الحقيقية ظهرت في كأس العالم 2014، في أفضل مشاركة عربية، وواحدة من أفضل المشاركات الأفريقية لمنتخب في البطولة.

رحل «خليلودزيتش» وترك الإرث خلفه شيئاً ثميناً للغاية يمكن تتبعه بالكامل في هدف إثيوبيا الأول.

حيث يتكون الفريق من: عيسى مندي، سعيد بلكلام، فوزي غلام كخط دفاع شاب قوي للغاية، سفيان فيجولي نجم فالنسيا الذي كان أفضل مُراوغ في الليجا خلال الموسم الماضي، ياسين إبراهيمي الذي يقدم مستويات مبهرة مع بورتو وكان أحد نجوم الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا، العربي هلال سوداني مهاجم دينامو زغرب الأساسي، وإسلام سليماني الذي تألق بشدة في كأس العالم ويلعب بشكل أساسي مع سبورتنج لشبونة البرتغالي.

تلك الأسماء، ويأتي من ورائهم رايس مبولحي كحارس مرمى يمكن تذكره بسهولة أمام روسيا وألمانيا تحديداً، هي أساس الفريق الذي تركه «خليلودزيتش»، مما جعل مهمة كريستيان جوركوف أسهل كثيراً، حيث لم يغير الكثير، فقط أعطى ياسين إبراهيمي حرية حركة أكبر لقيادة نصف الملعب، فيما قرر الإبقاء على هلال سوداني كجناح في التشكيل بدلاً من المبادلة بينه وبين سليماني في مركز رأس الحربة، وكل شيء بعد ذلك كان نتاجًا لفريق يتطور بشكل فردي وجماعي طوال الوقت، ويلعب بثقة فريق كبير ومتماسك وقادر على الفوز.

الهدف الأول ضد مالاوي، الذي جاء بعد 40 ثانية فقط من بداية المباراة، هو هدف عن شخصية الفريق ومقدار التناغم بين الأفراد أكثر من أي شيء آخر.. حركة براهيمي.. التمريرات القصيرة في مساحات ضيقة.. تناقل الكرة بينه وبين سليماني، لمسة ختامية واحدة ثم هدف.

مشاهدة المباراة كاملة هي فرصة أكبر للتعرف على «هوية» هذا المنتخب، فرصة لرؤية فريق يلعب كرة قدم رائعة.. والأهم من ذلك أن أفراده يدركون أنهم يلعبون كرة قدم رائعة، فيتحول الأمر في بعض الأحيان إلى استمتاع باللعبة ذاتها.

أن يجمع نقاط المجموعة كاملة، أن يكون أول فريق يتأهل لأمم أفريقيا وسط معاناة كل المنتخبات الكبيرة الأخرى تقريباً، أن يكون المنتخب الأفريقي الوحيد الذي تأهل للدور الثاني في كأس العالم.. كلها أمور لم تأتِ بالمصادفة، وكلها تندرج تحت حقيقة واحدة: هذا الفريق هو أفضل منتخب في القارة حالياً.

وفي ظل عملية الإحلال والتجديد التي تقوم بها أغلب المنتخبات الكبرى بعد اعتزال جيلها القديم، فإن الجزائر ستظل، على الأغلب، هي منتخب أفريقيا الأول لسنواتٍ قادمة، والمرشح الأبرز للفوز ببطولة 2015.

والأهم من ذلك، أن كل أفراد الفريق سيكونون في قمة نضجهم الكروي عام 2018 حين تقام النسخة القادمة من كأس العالم في روسيا، وإن ظل تطورهم بهذا الشكل.. فإن الجزائر قد تذهب إلى أبعد مما ذهب أي منتخب أفريقي آخر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية