x

بالصور.. التفاصيل الكاملة لصراع «الأهرام» و«أ.ش.أ» و«نيويورك تايمز» حول «تلميع السيسي»

السبت 18-10-2014 15:19 | كتب: فاطمة زيدان |
كلمة الرئيس السيسي في الجلسة الافتاحية للدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك كلمة الرئيس السيسي في الجلسة الافتاحية للدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك تصوير : آخرون

«تعتذر في النسخة الإنجليزية، ولا تفعل في نسختها العربية».. تحت هذا العنوان تحدثت صحيفة «هفنجتون بوست»، الأمريكية، السبت، عن صحيفة «الأهرام»، منتقدة إياها لنشرها اعتذاراً على موقعها الإنجليزي لصحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، عن «تحريف بعض الجمل الواردة في تقرير أعده مراسلها في القاهرة، ديفيد كيركباتريك، يوم 8 أكتوبر الجاري»، بينما نفت الجريدة المصرية صلتها بالأمر، في افتتاحية، الجمعة، بنسختها العربية، قائلة إن «التقرير الذي نشرته مأخوذاً من وكالة أنباء الشرق الأوسط».

كانت «الأهرام» نشرت، في نسختها المطبوعة يوم 9 أكتوبر، تقريراً لـ«نيويورك تايمز» بعنوان «كاتب أمريكى: السيسي رجل دولة يحظى بالاحترام والتقدير»، متضمناً أخطاء عديدة، لم ترد في التقرير الأصلي للصحيفة الأمريكية، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى نشر رد على الصحيفة المصرية، تقارن فيه بين مضمون تقريرها الأصلي وبين ما نشرته الأخيرة، متهمة إياها فيه بـ«تغيير نص التقرير لتلميع صورة الرئيس عبدالفتاح السيسي».

ولم تتوقف «الحرب الكلامية» بين الصحيفتين عند هذا الحد، حيث ردت «الأهرام»، بدورها، على «نيويورك تايمز»، في افتتاحية للجريدة، بنسختها العربية المطبوعة، قائلة إن «كيركباتريك زعم أن الأهرام قامت بتشويه مضمون تقريره لخدمة سياسات بعينها»، مبررة نشرها للتقرير المغلوط بأنها «استعانت بترجمة وكالة أنباء (الشرق الأوسط) الرسمية في التعريف بمضمون المقال، إلا أن الترجمة جانبها الصواب وأوقعت المشتركين في الوكالة في خطأ مهنى لم يرتكبوه عن عمد»، على الرغم من أن «الأهرام» لم تنسب تقريرها المنشور إلى أنباء «الشرق الأوسط»، بل نشرته دون تعريف كاتبه.

وأضافت «الأهرام» في افتتاحيتها، أن استعانتها بتقرير الوكالة الرسمية «أوقعها في خطأ تتحمله الأخيرة»، مشددة على «مصداقية ما تنشره أو تنقله عن صحف أخرى وتؤكد لمراسل نيويورك تايمز أنها ليست في حاجة إلى تزييف ما يكتب، كما أن السلطة السياسية في مصر تثق في وعى الشعب وعدم انسياقه وراء التقارير الصحفية التي تخدم سياسات بعينها ومواقف ليست فوق مستوى الشبهات».

وتابعت: «تركيز مراسل الصحيفة الأمريكية على الأهرام تحديداً، وهو المراسل المعروف عنه مواقفه الرافضة لما جرى في مصر منذ ثورة 30 يونيو، مما يعنى محاولة الإيحاء بأن عدم الدقة في نقل التقرير أمر مقصود أو الإيعاز بأن هناك توجيهات عليا بالأمر، وهو إيحاء في غير محله، كما أن تحريف التقارير الصحفية لم يعد مسألة يمكن تمريرها بسهولة في عالم اليوم».

بينما استخدمت «الأهرام» لغة مختلفة تماماً في بيانها على موقعها باللغة الإنجليزية، والذي جاء بعنوان «بيان الأهرام حول تحريف تقرير نيويورك تايمز»، قائلة فيه إن «الأهرام أصدرت اعتذاراً وتفسيرا لوجود تحريف في أحد تقاريرها»، مضيفة أن «الجريدة أعربت في بيانها عن أسفها للوقوع في مثل هذا الخطأ الجسيم في وقت تعتزم فيه إدارة التحرير الحالية للصحيفة، والمؤسسة ككل، استعادة مصداقيتها، وذلك في وقت باتت فيه الممارسات الصحفية سيئة، وينتشر فيه انخفاض المعايير الأخلاقية والمهنية في الصحافة المصرية ككل، الأمر الذي يجعل الإصلاح معركة شاقة».

وأشارت «الأهرام»، في تقريرها الإنجليزي، إلى أنها «أكدت في اعتذارها على أن استعانتها بتقرير الوكالة الرسمية ليست عذراً لما حدث»، مضيفة أنه «كان ينبغي فحص المادة ومقارنتها بالنص الأصلي لقصة نيويورك تايمز».

وأكدت أنه «صدر قرار تحريري بحظر استخدام أي تقارير من وكالة أنباء الشرق الأوسط دون تدقيق صارم في مضمونه».
وتابعت: «للأسف، الاعتذار عن الأخطاء أمر تفتقر إليه الصحافة المصرية لسنوات كثيرة، وفي إصدار هذا الاعتذار، فإن الأهرام ليست فقط تصحح خطأ، ولكنها تأمل أيضاً أن تكون بمثابة قدوة في استعادة تقاليد المسؤولية التحريرية للصحافة المصرية».
ومن جانبها، قالت صحيفة «هفنجتون بوست» إن البيان العربي الأصلي، الذي تحدثت عنه «الأهرام» في تقريرها الإنجليزي، لا يقدم اعتذاراً، بل يتبنى لهجة مختلفة تماماً، ويتهم كيركباتريك بأنه متعاطف مع الإرهاب في البلاد، حيث قالت الافتتاحية: «والمعروف أن مراسل نيويورك تايمز يرفض المسار السياسى في مصر بعد ثورة 30 يونيو ويدافع بحماس شديد عن الجماعة الإرهابية ويروج دائما لفكرة أن هناك قمعاً للحريات وعدم احترام حقوق الإنسان في البلاد ويشكك في الإرادة الشعبية التي اقتلعت الإخوان من السلطة».

أما «أنباء الشرق الأوسط»، فردت في بيان أمس، على «الأهرام»، تطالبها فيه بـ«الالتزام بأبسط قواعد المهنية»، قائلة إنها «تابعت بانزعاج شديد السجال المتبادل بين (نيويورك تايمز) و(الأهرام)». وأضافت: «إذ تبدي الوكالة أسفها واستنكارها لمحاولات الزج باسمها في هذا الموضوع لتؤكد من جديد مطالبتها لجميع مشتركيها وعلى رأسهم الأهرام بمراعاة أبسط القواعد المهنية بوضع اسم الوكالة على التقارير والأخبار الصادرة عن الوكالة والتي يتم استخدامها من جانب المشتركين بدلاً من توجيه الاتهامات جزافاً إليها».

ومضت تقول: «كما أن الوكالة وإذ تتمسك بالمصداقية والدقة منهجاً ثابتاً لها فأنها في ذات الوقت تنوه بأن كل ما تبثه من مواد صحفية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثوابت الوطنية والمصالح القومية، في وقت يتعرض فيه وطننا العربي من المحيط إلى الخليج لمؤامرة خسيسة تقوم على تفتيته إلى دويلات متحاربة على أسس دينية وطائفية ومذهبية وعرقية».

بينما رفضت «نيويورك تايمز» التعليق، لـ «هفنجتون بوست» على بيان الأهرام الأخير، قائلة إنه «ليس لديها أيه تعليق خارج ردها السابق على الجريدة المصرية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية