أعلن نادي مارسيليا بنهاية الموسم الماضي عن تعاقده مع المدير الفني الأرجنتيني، مارسيلو بيليسا، من أجل قيادة الفريق فنيًا بداية من هذا الموسم في قرار جرىء اتخذه النادي في الاعتماد على المدرب صاحب الـ59 عامًا في إعادة الفريق إلى المنافسة مرة أخرى على لقب الدوري الغائب عن خزائن الفريق منذ 2010.
ويتميز «بيليسا» بقدرته الكبيرة على بناء الفرق بأقل الإمكانيات المتاحة وبمجموعة من اللاعبين الشباب دائما وهو ما احتاجه الفريق الفرنسي في الفترة الحالية فكان «بيليسا» خير اختيار.
ورغم البداية الضعيفة للفريق في أول أسبوعين في الدوري الفرنسي بتعادل ثم هزيمة تلاها تصريحات المدرب الغاضبة من الإدارة التي وعدته بالعديد من الأسماء والتعاقدات، ولكن لم تفٍ بها، إلا أن بيليسا لم يتأثر بذلك وانطلق مارسيليا بعد ذلك حاصدًا النقاط ومسقطًا المنافسين فحقق سبعة انتصارات متتالية وضعته على رأس ترتيب الدوري الفرنسي متفوقًا بفارق خمس نقاط كاملة عن صاحب المركز الثاني بوردو.
وأصبح مارسيليا بعد تسع جولات صاحب خط الهجوم الأقوى في فرنسا بقيادة المهاجم المتألق في الفترة الحالية أندري جينياك صاحب التسعة أهداف حتى الآن في هذا الموسم.
وفنيًا بدأ بيليسا الموسم بطريقة 3-4-3 ومع مرور المباريات تحول تدريجيًا من تلك الطريقة إلى 4-2-3-1 والتي أعطت الفريق بعدًا هجوميًا آخر بتواجد الثلاثي ثيوفان، ديمتري بايت وأندري أيوا وهذا الثلاثي يتميز بالمهارة الكبيرة والسرعة بجانب الذكاء في التعامل مع الكرة، إضافة إلى القدرة الكبيرة على التسديد المتقن من خارج منطقة الجزاء خصوصًا لدميتري بايت وهو ما يجعلهم آلات هجومية قادرة على خلخلة أي دفاع سواء من العمق أو من الأجناب.
ويلعب الثلاثي السابق خلف مهاجم وحيد هو أندري جينياك آلة التهديف التي لا تهدأ ولا تكل ولا تمل في هز الشباك سواء بالرأس أو بالأقدام مع إحساسه الكبير بالمكان وتمركزه المميز داخل منطقة الجزاء ومتابعته للكرات والتسديدات المرتدة من الدفاعات أو الحراس المنافسين.
بجانب المساندة الهجومية من لاعب الارتكاز واكتشاف الموسم حتى الآن الشاب صاحب الـ22 عاما جيلبرت إيمبولا، صاحب التسديدات المتقنة، وظهيرا الجنبين مندي ودجي دجي، وهي المنظومة الهجومية المتكاملة التي يعتمد عليها بيليسا مع مارسيليا وأظهرت نجاحًا كبيرًا حتى الآن ونالت إعجاب الجميع.
كما يمتلك «بيليسا» دكة بدلاء متميزة هجوميًا أيضا بتواجد الجناح الفرنسي المتألق رومان أليسندريني ومستقبل هجوم الكرة البلجيكية وهداف دوريها السابق بوتشواي إضافة إلى المغربي عبدالعزيز برادة.
وسجل مارسيليا حتى الآن أهدافه الـ22 من كل الأوضاع والأماكن الممكنة فجاءت سبعة أهداف بالرأس وهدف من ركلة حرة مباشرة وهدف من ركلة جزاء بجانب هدفين من ركلات ركنية وأربعة أهداف من تسديدات من خارج منطقة الجزاء، وهو ما يدل على التنوع الهجومي وقدرة الفريق على فك شفرة دفاعات المنافسين مهما كانت متماسكة.
ولكن الفريق حتى الآن يعاني على المستوى الدفاعي بشكل ملحوظ فشباك الفريق اهتزت في ثمانية مناسبات والسبب الرئيسي هو الأخطاء الفردية لمدافعي الفريق وغياب الضغط المناسب على مهاجمي الخصم معظم الأوقات ولكن الفريق استطاع تعويض نقطة الضعف تلك بالشراسة الهجومية.
وستكون المباريات القادمة للفريق حاسمة في مواصلة الصدارة والاقتراب من لقب الدوري، خصوصًا أن الجولات الست المقبلة للفريق ستشهد اصطدامه بكل من تولوز، وليون، ورين، ولون، وباريس سان جيرمان وأخيرا بوردو وهي المباريات التي يسعى فيها بيليسا وفريقه لتحقيق نتائج إيجابية والخروج بأكبر عدد ممكن من النقاط من أجل ليس فقط مواصلة الصدارة بل والابتعاد بها مع مقابلاته مع المنافسين المباشرين على اللقب.