كثف الطيران الحربى الليبى، الجمعة ، غاراته الجوية على مواقع جماعة «أنصار الشريعة» المتطرفة فى مدينة بنغازى شرق البلاد، بعد أن قصفت مقاتلات تابعة للجيش الليبى واللواء المتقاعد خليفة حفتر مواقع عدة للمسلحين، فيما وقعت اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين الجانبين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، منذ الإعلان عن انتفاضة «15 أكتوبر» لتطهير المدينة من الإرهابيين.
وأعلنت مصادر أمنية مقتل 15 شخصاً خلال اشتباكات عنيفة دارت فى حى الماجورى وسط بنغازى، إذ تخوض قوات الجيش تحت قيادة حفتر حرب شوارع وقتالاً عنيفاً أسفر عن سقوط عشرات القتلى منذ الأربعاء الماضى. وأعلنت المصادر أن الاشتباكات اندلعت إثر هجوم شنه مسلحو «أنصار الشريعة» على الحى الذى يدافع عنه مسلحون من سكانه، ومن بين القتلى 8 من «أنصار الشريعة» و7 من المسلحين المحليين. وقالت المصادر إن شباب المنطقة المسلحين سيطروا بشكل تام على الحى، وإن تنظيم «أنصار الشريعة» انسحب غرباً باتجاه منطقتى قنفودة والقوارشة بعد الاشتباكات التى دارت مع كتيبتى 21 و204 دبابات، فيما أرجعته المصادر إلى هدنة غير معلنة لإتاحة الفرصة لخروج المدنيين العالقين.
وأعلن الجيش الليبى أنه حقق تقدماً فى مدينة بنغازى فى إطار معركة الحسم التى بدأها لتطهيرها من المسلحين إلا أنه وبعد اليوم الثالث من بعد انطلاق مظاهرات ما يعرف بـ«انتفاضة 15 أكتوبر المسلحة» فى بنغازى لم يتغير الوضع كثيراً على الأرض فى المدينة التى تشهد حالة من الشلل التام فى جميع أنحائها، ولا يزال المسلحون يتمركزون فى نقاط تفتيش فى العديد من أحياء المدينة.
وخاض الجيش الليبى مواجهات مع مسلحى «فجر ليبيا» قرب طرابلس وعلى مداخل مدينة غريان. وقالت مصادر أمنية إن الجيش الليبى يقترب من دخول غريان التى يسيطر عليها المسلحون. وقال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة تدور فى محيط منطقة قاريونس والقوارشة، ولفتوا إلى أن آلاف السكان عالقون فى محيط تلك الاشتباكات التى تقع على مقربة من منطقة سكنية.
بدوره، قال رئيس الوزراء الليبى عبدالله الثنى إن بلاده تنتج أكثر من 800 ألف برميل نفط يومياً، مؤكداً أن حكومته تسيطر على إيرادات ليبيا من النفط.
وفى غضون ذلك، أكد المبعوث الدولى إلى ليبيا، برناردينو ليون، أن الأزمة التى تمر بها ليبيا قد تستغرق وقتاً طويلاً، ولا توجد مؤشرات على حل وشيك لها، فيما تتواصل الاشتباكات من أجل السيطرة على بنغازى. وقال ليون إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولى يدعمان ويعترفان بالبرلمان الليبى المنتخب، معبراً عن ثقته بقدرة الليبيين على التوصل إلى اتفاق يفضى لإنهاء حالة الانقسام والاعتراف بهذا البرلمان كهيئة شرعية واحدة فى البلاد. وأضاف أن تقارير تفيد بأن عناصر تابعين لتنظيم «داعش» بدأوا يتحركون فى منطقة الساحل الأفريقى، لذلك علينا العمل على عزلها ومحاربتها.