رشحت الممثلة البريطانية كاثرين زيتا جونز لبطولة الفيلم الجديد The Godmother، والذى تجسد خلاله دور شخصية حقيقية لتاجرة مخدرات كولومبية تدعى كريسلدا بلانكو، توفت عام 2012، وكانت من أكبر مروجى المخدرات في العالم، وليس في كولومبيا وحدها، وبدأت نشاطها الإجرامى في السبعينيات.
ورغم أن بلانكا كانت سمراء البشرة، فإن الدور تم إسناده لكاثرين، رغم أصولها البريطانية، رغم وجود عدد من الممثلات كان يمكن إسناد الدور لأى منهن، وهو ما أثار انتقادات مجلة كوزموبوليتان، التي أكدت وجود ممثلات من أصول لاتينية، مثل صوفيا فيرجارا وإيفا لونجوريا، كان من الممكن أن يرشحن للدور، واتهمت المجلة صناع الفيلم بأنهم يواصلون سياسة هوليوود في تبييض شخصيات الأفلام، أو تقديم ممثلين بيض لشخصيات سمراء على مدى تاريخها، كما حدث مثلا عندما قدمت إليزابيث تيلور ذات العينين الزرقاويين شخصية الملكة الفرعونية كليوباترا في فيلمها الشهير Cleopatra، أو حين قدم جاك جالينهال فيلم Prince of Persia، وأنجلينا جولى شخصية الصحفية السمراء ماريان بيرل في فيلم A Mighty Heart.
ووفقاً للمجلة، فإن الأمريكيين من أصول لاتينية وأفريقية يقومون بشراء تذاكر السينما ومشاهدة الأفلام أكثر من الجمهور ذوى الأصول الأمريكية، إلا أن تجسيدهم على الشاشة ومشاركتهم في الأفلام لا تتجاوز سوى نسبة تتراوح بين 4- 14%، وفى دراسة نشرت مؤخراً، فإن الأفلام التي تقدم عن جمهور يعد من الأقليات، غالباً لا يتابعها الأمريكيون، وهذا ربما ما يؤدى إلى إسناد مثل تلك الشخصيات إلى ممثلين بيض، وليسوا من أصول لاتينية كما حدث مع كاثرين زيتا جونز في هذا الدور.
وانتقدت المجلة سياسات هوليوود التي تقوم على العنصرية، والميل للممثلين البيض، والانتقاص من الممثلين اللاتينيين وعدم إسناد البطولات لهم، والاعتماد عليهم رغم أن الجمهور اللاتينى يشكل قطاعاً كبيراً من متابعى الأعمال الفنية الأمريكية.
وسبق وأن أورد موقع Hollywood.com تقريراً أشار فيه إلى تعامل صناع السينما في هوليوود بكثير من التحيز والعنصرية ضد اللون الأسمر الذي يميز الممثلون من أصول لاتينية، لحساب ذوى البشرة البيضاء والشعر الأشقر، رغم أن اللاتينيين يشكلون 17% من الشعب الأمريكى، والإسبانية هي ثانى أكثر اللغات انتشاراً، إلا أنهم دائماً يقدمون في الأعمال التليفزيونية والسينمائية بأنهم يميلون إلى العنف والعصبية ويسيرون وراء غرائزهم الجنسية، ويتمسكون بالعادات الغريبة التي تعكس تخلفهم، كما يشار إليهم بأنهم الذين يتحدثون بلكنة مكسرة وبطريقة ثقيلة في نطق الكلمات، وينظر إليهم تلك النظرة التي تطال الممثلين الآسيويين من هونج كونج أو الهند، ومثال لذلك الممثلة الكولومبية صوفيا فيرجارا التي تقدم عدداً كبيراً من نكات دورها في مسلسل Modern Family للحديث عن صعوبة تعلمها اللغة الإنجليزية، كما تظهر في غالبية المشاهد بملابس عارية لا تغطى سوى نصف جسدها على حد وصف الموقع.