الحب «11»
عودة لحديث الحب.. خلال رحلة عمرى كان لكتابات الفيلسوف والشاعر اللبنانى جبران خليل جبران (1883-1931) تأثير واضح.. للعلم غنت له «فيروز» - التى أعشق صوتها وسميت أصغر حفيداتى باسمها - أغنية «أعطنى الناى وغنى».. الأوضاع «الحالية» ذكرتنى بكلمات له يقول فيها: «أنا لبنانى ولى فخر بذلك، ولست بعثمانى، ولى فخر بذلك أيضاً.. لى وطن أعتز بمحاسنه، ولى أمة أتباهى بمآتيها، وليس لى دولة أنتمى إليها وأحتمى بها.. أنا مسيحى ولى فخر بذلك، ولكننى أهوى النبى العربى، وأكبر اسمه، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله.. أنا شرقى ولى فخر بذلك، وللشرق مدينة قديمة العهد، ذات هيبة سحرية ونكهة طيبة عطرية، ومهما أعجب برقى الغربيين ومعارفهم، يبقى الشرق موطناً لأحلامى، ومسرحاً لأمانىّ وآمالى.. أنا أكره الدولة العثمانية لأنى أحب الإسلام وعظمة الإسلام، ولى رجاء برجوع مجد الإسلام.. أنا لا أحب العلة، ولكننى أحب الجسد المعتل، أنا أكره الشلل، ولكننى أحب الأعضاء المصابة به، أنا أجل القرآن، ولكننى أزدرى من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعى المسلمين، كما أننى أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للتحكم برقاب المسيحيين! وأى منكم أيها الناس لا يكره الأيدى التى تهدم، ولا يحب السواعد التى تبنى؟ أى فتى يرى العظمة متراجعة إلى الوراء ولا يخشى انحجابها؟.. خذوها يا مسلمين، كلمة من مسيحى أسكن (يسوع) فى شطر من حشاشته، و(محمداً) فى الشطر الآخر، إن لم يتغلب الإسلام على الدولة العثمانية، فسوف تتغلب أمم الإفرنج على الإسلام.. إن لم يقم فيكم من ينصر الإسلام على عدوه (الداخلى)، فلا ينقض هذا الجيل إلا والشرق فى قبضة ذوى الوجوه البائخة والعيون الزرقاء!!».. إلى الغد.