قال مرصد دار الإفتاء لمقاومة الفكر التكفيري، الخميس، إن مواجهة فكر تنظيم «داعش» الإرهابي، وغيره من الأفكار المتطرفة، بالرصد والتحليل والمتابعة صار واجبًا شرعيًّا ووطنيًّا.
وأضاف الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، المشرف على المرصد، أن «داعش» يصدر مطبوعات باللغة الإنجليزية تحمل فكره المتطرف، يستند فيها إلى أدلة وحجج واهية تخدم فكره البعيد عن وسطية الدين الإسلامي، مؤكدًا أهمية توافر كوادر متخصصة في الجانب الإعلامي بالمؤسسات الدينية، لمواكبة التطور المذهل والطفرة المعلوماتية الهائلة التي اجتاحت العالم، ويستغلها «داعش» في صنع دعاية كاملة منظمة بكل حرفية لتضخيم حجمها القزم.
وأعرب نجم عن استيائه من تضخيم بعض وسائل الإعلام الغربية للتنظيم لإقناع البسطاء في العالم بأنه يملك كيانًا يقارب حجم الدولة، ويسعى للوصول إلى التكوين الإمبراطوري.
وتابع: «الحروب الإعلامية لا يتم الانتصار فيها إلا بحروب إعلامية مضادة، ذات كفاءة عالية في استخدام استراتيجيات إعلامية تفاعلية، وطرق المواجهة الإعلامية المنتشرة في الإعلام العالمي حاليًا ليست على المستوى المطلوب، فهي تواجه الدواعش بالتركيز على مدى وحشية ممارسات داعش، وكأنهم يحاولون أن يثبتوا للعالم الحر أن هذا التنظيم هو الشر المطلق، إلا أن القائمين على هذه الحملات لم يدركوا أن هذا يصب في مصلحة التنظيم الذي نجح في توجيه وتوظيف وسائله ووسائل الإعلام العالمية في خدمة أهدافه المتمركزة حول نشر ثقافة الرعب والخوف من كيانه الناشئ».
وأشار مستشار مفتي الجمهورية إلى أن مركز الحياة الإعلامي، التابع لـ«داعش»، أصدر مجلة ناطقة باسمه تصدر باللغة الإنجليزية، ويتم توزيعها عبر البريد الإلكتروني داخل سوريا على المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة كتائب من المعارضة المسلحة، ولا تفصح المجلة عن كيفية نشرها أو موقعها الإلكتروني، وتشبه في تصميمها مجلة «انسباير» التي أصدرها فرع تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية، موضحًا أنها تضمنت تعليمات حول كيفية تصنيع القنابل وتجنيد أشخاص يشنون هجمات بمفردهم.
وأشار إلى أن القائمين على المجلة يتجنبون نشر صور الفظائع التي يرتكبها التنظيم ضد المسلمين ومساجدهم وأضرحتهم، والفظاعات التي ارتكبها مسلحو التنظيم ضد المسيحيين وبيوت عبادتهم، سواء في سوريا أو العراق، ويدعون الأطباء والمهندسين وغيرهم للهجرة إلى أراضي دولة الخلافة.
وأوضح أن المجلة تبدو جذابةً بصريًّا، فلم يخف الكثيرون ممن حصلوا على نسختها الإلكترونية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفنيين، دهشتهم لقدرة «داعش» الذي اعتبر أنه أبعد ما يكون عن التكنولوجيا على إخراج وسيلة إعلامية بهذا القدر من الاحترافية.