الحب «10»
■ تأملت حزيناً ما يحدث فى الجامعات المصرية الآن، وسرحت بعيداً متذكراً المظاهرات الطلابية التى اندلعت فى فبراير 1968، عقب الحكم فى قضية ضباط سلاح الطيران، والتى بدأت من كلية هندسة القاهرة، وقد سبقها، فى نهاية يونيو 1967 عقب الهزيمة، اعتراض محدود من 31 طالباً وطالبة بهندسة القاهرة ينتمون جميعاً لمنظمة الشباب والتنظيم الطليعى.. اجتمعوا بالكلية، وعلى مدار ثلاثة أيام وضعوا تقريراً رائعاً صريحاً موجها للرئيس عبدالناصر يطرحون فيه سلبيات الحكم، وأسباب الكارثة، ورؤيتهم للمستقبل.. شاركت فى كلا الموقفين، وكتبت عنهما سابقاً.
■ بدأت مظاهرات فبراير 1968 باعتصام طلبة هندسة القاهرة لعدة أيام داخل كليتهم.. أحاطتهم الشرطة وتعاملت معهم بخراطيم المياه.. كان يسمح للأساتذة بالدخول والخروج بسياراتهم، فكانوا يحضرون لنا المأكل! وكان على رأسهم أ.د حسن فهمى، والد فريدة فهمى، الفنانة المميزة بفرقة رضا وقتها، ويشهد الله أنه لم يتم تحطيم جهاز واحد فى كل الأقسام.. لم يتحطم لوح زجاج واحد فى الكلية.. الكل يدرك أن المكان بما يحتويه ملك للشعب! وفى صباح 24 فبراير، تجمع آلاف الطلبة أمام الجامعة وتحركوا فى اتجاه وسط القاهرة، وكان تعامل الأمن مع المتظاهرين فى منتهى الذكاء، حتى مع تحول الهتافات إلى أخرى ضد عبدالناصر والنظام!! وكانت الإصابات بين المتظاهرين محدودة، وفى المرتين كان هناك حوار بين ممثلين للطلبة ومسؤولين من أجل تعديل المسار.
■ عندما أقرأ، أمس، فى إحدى الصحف أن «اتحاد طلاب مصر» رفض اللائحة الجديدة التى أقرها المجلس الأعلى للجامعات، أمس الأول، حيث لم يشارك الطلبة فى صياغتها أو مناقشتها أو الاطلاع عليها! ماذا أقول؟ يا سادة استمعوا لأبنائنا، فهم «جميعاً» أحبابنا، وأغلى ما نملك!!
■ عندما أجد وصف ما يحدث تحت عنوان «معركة الجامعات» أتساءل: هل ما يدور «معركة»؟ أيها الإعلاميون راجعوا أنفسكم!!
