x

في رواندا.. الكنائس والحانات سبب الضوضاء

الأربعاء 15-10-2014 11:16 | كتب: الأناضول |
تصوير : other

الجلبة والضوضاء المتأتّية من آلات قساوسة الكنيسة ومن الحانات الصاخبة تحوّلت إلى مصدر إزعاج لسكّان العاصمة الرواندية كيغالي. أصوات متواترة، ونقر حادّ تسبّبا في حرمان السكان من الحصول على قسط من الراحة، أو الخلود إلى النوم على إيقاع هادئ ومريح. إزعاج دفع بالسلطات إلى إيقاف 11 قساًّ وصاحب حانة، في غضون شهرين، بعدّة أحياء من العاصمة بداعي «إثارة الجلبة»، النهارية، والمسائية، وإعمالا للقانون، بحسب مصادر أمنية.

القصة قد لا تبدو بتلك الأهمّية التي تجعل منها محور اهتمام، غير أنّ حجم تبعاتها منحها ثقلا يؤهّلها لذلك، فلقد تحوّلت الضوضاء إلى مصدر إزعاج حقيقي، بل إلى ضرر سمعي يتهدّد سكّان العاصمة الرواندية.. أصوات لآلات موسيقية وصخب أقضّ مضاجهم، وحرمهم متعة نيل قسط من الراحة ليلا أو نهارا، ممّا لم يترك أمامهم من خيار سوى الاتصال بقوات الأمن، طلبا لوضع حدّ لتلك الضوضاء المقضّة للمضاجع والمسبّبة للصداع.

ومع تواتر الشكاوى بهذا الخصوص، كثّفت الشرطة الرواندية في الأيام الأخيرة من عمليات القبض على المسؤولين على هذا الضرر المتفاقم، فكان أن ألقت القبض، الأحد الماضي، على 7 من قساوسة الكنائس وأصحاب الحانات، في عدّة أحياء من العاصمة، بتهمة عدم تخفيف أصوات آلاتهم الموسيقية بالتزامن مع مواعيد الصلاة، أو عند المساء في الحانات، بحسب مصادر أمنية رواندية. وأضافت المصادر ذاتها أنّ الشرطة الرواندية أوقفت، في سبتمبر الماضي، 4 من قساوسة الكنائس للأسباب ذاتها.

ومن جانبه، أوضح عمدة مدينة كيغالي «فيدال نداييزابا» أنّ «تلك الإيقافات لا تهدف إلى عرقلة الصلاة»، لافتا إلى أنّ «ما نريده فعلا هو أن لا تتحوّل أنشطة البعض إلى مصدر إزعاج لأولئك الذين لا يعنيهم أمر تلك الأنشطة». وأكّد «نداييزابا» أنّ «ضجيج الكنائس وأماكن الترفيه ينبغي ألا يتجاوز محيطهما المباشر».

وفي تصريح للصحافة المحلية، قال رئيس إدارة التحقيقات الجنائية التابع للشرطة الوطنية الرواندية «ثيوس باديجي»، الاثنين، إنّ «الشرطة بذلت ما في وسعها من أجل توعية قساوسة تلك الكنائس بهدف الحدّ من الضوضاء، لكنهم لم يبدوا اهتماما بهذا الطلب رغم التحذيرات المختلفة». وأضاف أنّ الاعتقالات «جاءت على خلفية شكاوى تقدّم بها السكّان المجاورون للكنائس، والمتّهمون هم بالأساس قساوسة وأصحاب الحانات»، مشدّدا على أنّ هذه الإجراءات الأمنية «لا ترمي، بأيّ حال، إلى حرمان المؤمنين من أداء شعائرهم الدينية، أو بقية السكان من الترفيه، غير أنه بالنسبة لقاعات العروض وبقية أماكن الترفيه العامة، فإنّ الحصول على ترخيص لاستغلالها يمرّ وجوبا عبر التقيّد بتوفير بنية تحتية ملائمة تمنع تسرّب الضجيج إلى الخارج وإزعاج المحيطين بها».

أمّا مساجد المناطق الحضرية للأقلية المسلمة، فلم تشملها شكاوى السكان حتى الآن من رفعها الأذان، غير أنّه «لو استوجب الأمر، في يوم من الأيام، بطلب من السكان، فسنقوم بذلك»، بحسب المتحدّث باسم الشرطة بمدينة كيغالي «مبابازي موديست»، في تصريح للأناضول. الإيقافات، وإن شكّلت حلاّ بالنسبة لبعض سكان كيغالي، إلاّ أنّها لقيت معارضة من البعض الآخر، خصوصا مرتادي الكنائس، حيث وصفت «أثناسيا موكاكاباندا»، وهي من سكان كيغالي الذين يتردّدون بانتظام على إحدى كنائس المدينة، عملية القبض على القساوسة بـ«الظالمة». وأوضحت السيدة الرواندية أنّ «ضباط الشرطة اقتحموا الكنيسة، ووجدوا الموسيقيين بصدد ترتيب أدواتهم وأصواتهم، وقد أوقفوا القسّ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية