x

«المصري اليوم» ترصد مراحل تحول «درنة» إلى «إمارة داعشية» على حدود مصر

الثلاثاء 14-10-2014 22:46 | كتب: أحمد شلبي, صفاء صالح |
موكب مسلح لأعضاء «المجلس الإسلامى شرق ليبيا» لإعلان ولائهم لـ «داعش» موكب مسلح لأعضاء «المجلس الإسلامى شرق ليبيا» لإعلان ولائهم لـ «داعش» تصوير : رويترز

أحراش وجبال قلاعية. أنهار مياه جوفيه تتفجر بين الوديان داخل المدينة. موقع مميز وأرض خصبة تسقى بمياه عذبة تتدفق إليها عبر نبع وشلال. مميزات جغرافية تحولت إلى لعنة على المدينة.

الطبيعة جعلت من «درنة » - شرقى ليبيا والقريبة من الحدود المصرية - قلعة محصنة مؤهلة للحياة بمفردها معزولة عن باقى المدن. أغرت الطبيعة الجماعات الجهادية والمتطرفة باختيار المدينة مقرا لهم منذ ما يزيد على العقدين مع استقبال العائدين من أفغانستان، الذين كانوا يحاولون نشر معتقداتهم فى الخفاء على استحياء، فقد حاول نظام القذافى مرارا القضاء على المتطرفين المختفين فى أحراش المدينة «القلعة»، حتى جاء التمهيد لعهد توريث سيف الإسلام القذافى السلطة، فقد أراد «نجل الزعيم» إثبات أن عهده سيكون مختلفا حتى مع أعداء الماضى، فقام بالمصالحات مع كل المعتقلين السياسيين، بل المتطرفون العائدون من جونتانامو فى 2010، لتشهد المدينة وجوها جديدة لإرهابيين باتوا أبطالا حينما صمدوا أمام ضربات القذافى للثورة الليبية التى اندلعت فى 17 فبراير 2011، لتزداد هذه الجماعات قوة يوما بعد يوم، بل تعيث فى المدينة فسادا لتحكم قبضتها وتفرض قوانينها على أهل درنة، شاءوا أم أبوا. وقويت الشوكة بعد انضمام المصريين الهاربين من مصر إلى ليبيا عقب سقوط حكم الإخوان المسلمين بالقاهرة فى 30 يونيو 2013، والذين كان ملاذ معظمهم فى «درنة» إلى جانب القليل توجه إلى مدينى «سرت» و«بنغازى».

ثم بدأت الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على مواقع «داعش» فى سوريا والعراق، ليفر من نجا منهم إلى درنة، يرسمون بأياديهم ملامح شبح للتنظيم الإرهابى على الحدود الغربية لمصر، مما شجع الجماعات بها إلى إعلان مبايعتهم لـ«داعش» وتحويل «درنة» إلى إمارة تحت راية خلافته.

فى مدينة أصبح الحصول فيها على المعلومة كنزا خبريا صعب المنال، استطاعت «المصرى اليوم» أن ترصد من واقع تقارير سرية مصرية، وشهود عيان من داخل المدينة، كيف تحولت درنة إلى «إمارة داعشية».

رحلة فى قلب «إمارة التطرف والدم»
إمارة داعش

بعد اندلاع الثورة الليبية ضد العقيد معمر القذافى، فى 17 فبراير 2011، كانت مدينة درنة هى الملاذ الآمن للجماعات المتطرفة فى ليبيا، والتى أعلنت عن نفسها تحت أسماء عدة، بعد أن كانت تعمل فى سرية تحت علم «القاعدة» فى عهد القذافى، وما لبثت درنة أن أصبحت تحت الحكم الذاتى لهذه الجماعات التى قسمت المدينة جغرافيا فيما بينها، ولكن هذه الجماعات لم ترد أن تعلن عن تكوين إمارة درنة، أملا فى انضمام بنغازى إليها، وعلى مدار العامين الأخيرين، كانت محاولات الجماعات المسلحة مستمرة لضم بنغازى إلى درنة وإعلانهما معا إمارة إسلامية، ولكن عملية الكرامة وتصدى الجيش الوطنى الليبى لهذه الجماعات فى بنغازى وقفت دون هذا الإعلان، فاختارت جماعات درنة أن تخرج معلنة درنة إمارة إسلامية تبايع «داعش».المزيد

سفيان بن قمو.. سائق بن لادن الذى تحول إلى «أمير»
سفيان بن قمو

من خلف نظارته الطبية، ينظر عابسا لمحدثيه، بتلك اللحية المحناة قاطبا جبينه، ومرتديا زيه الرمادى، الذى يشبه زى «طالبان» فى أفغانستان، حيث يختلف هذا الزى عن الزى البرتقالى الذى أتى به إلى ليبيا عام 2007 بعد أعوام فى سجن جونتانامو، حيث كان اسمه فى قوائم السجن «أبو سفيان إبراهيم أحمد حمودة بن قمو».المزيد

سالم دربى.. رجل «القاعدة» مبدع «فن الإنكار»
سالم دربى

44 عاما قضى منها 20 عاما داخل الجماعات المتشددة حتى أصبح أميرا على واحدة من أكبرها، ويجيد الاغتيال وفن الإفلات من محاولات اغتياله المتكررة.

10 سنوات قضاها مختبئا بين الجبال منذ أن كان عمره 24 عاما، وربما يكون ذلك السبب فى إجادته الاختباء وإنكار جرائم جماعته داخل درنة وخارجها، وحتى ظهر فى مدينة درنة فجأة فى عام 2006 مرتديا زى رب الأسرة خالعا زى الإرهابى مؤقتا.المزيد

مصر تسلم ليبيا تقارير أمنية عن مسلحى «داعش والإخوان»
اشتباكات في ليبيا (صورة أرشيفية)

قالت مصادر أمنية بجهات سيادية إن مصر أرسلت تقارير أمنية، قبل أسبوع، إلى ليبيا، تتضمن معلومات وصفتها المصادر بـ«غاية فى الأهمية» عن المجموعات المسلحة المتمركزة فى مدينة درنة، والتى تبعد قرابة 200 كيلو من الحدود الغربية لمصر.المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية