فى بلادنا يقولون المساواة فى الظلم «عدل» فاستغل المغرضون هذا الشعار، واتخذه البعض وساماً على صدورهم، ووزعوا الظلم بالتساوى على الشعوب، وأقاموا دولة العدل التى لا تفرق بين الرجل والمرأة على أساس طول الشعر!! ولا بين المسلم والمسيحى على أساس نوع الوظيفة!.. فكلنا مجاريح فى وش الريح، ولأن عنوان بيتنا زى ما كان.. بلالين أشكال وألوان، فشعار المرحلة «اللى يكفى يا دوب. صبر أيوب» لذا لا تتعجل فى اتخاذ القرار بالرجوع إلى الوطن إذا كنت من المهاجرين، أو الخروج منه إذا كنت من المتاجرين، فجلب أموال أو تصديرها يضعك فى خانة «المتآمرين»، أو فى حانة السكرانين فى حين أن البعض يراك كـ«غنمة» والبعض الآخر يراك «غنيمة»!! وفى هذا الصباح الوطن محتاج والمواطن محتاس.. ولكن يوجد فرق طفيف بين الوطن والمواطن، وهو أن صاحب الوطن «يبايعونه» وصاحب المواطن «يبيعونه» وفى أحيان أخرى «يبلعوه»! كنت أعرف واحداً ذهب إلى مستشفى التأمين الصحى فسرقوا جميع أعضائه وتركوا له عضواً واحداً عديم الفائدة هو «المخ» فباعه لعربية «سندوتشات» وكتب فى وصيته «السلام أمانة للدولة اللى بحبها موووت».. ولأننا أكبر شعوب الأرض «عمراً» وأصغرها «علماً» فالمسؤولون يتعاملون معنا على طريقة «بوس الواوا» فى برامج التليفزيون! وبعد الفقرة طلع عين أم الزبون وشد عليه السيفون، فالسيد المحافظ والسيد الوزير «يبوس» المواطن فى برامج التوك شو ويقدره، وفى مبنى المحافظة يلعن أبوه ويبعتره، ولأن الفساد عندنا ليس سلوكاً بل أسلوب حياة.. فسوف يظل نصف الشعب تحت خط الفقر والنصف الآخر فوق خط الاستواء، وليس الحل فى أن نستبدل شعار «الجنيه غلب الكارنيه» بشعار «طول ما الكارنيه فى المحفظة.. هتعيشوا عيشة كويسة» ولكن فى أن نجد نظاماً آدمياً يحفظ للمواطن كرامته، وإذا وصلنا إلى سر التحنيط عند الفراعنة سنصل إلى منتصف الطريق لمعرفة سر الفساد المتفشى فى المحافظات والمحليات والصبر فى الملاحات.. وسفرة دايمة!!
بولا حسنى