x

خاتمى.. المرشح الخفى فى الانتخابات الإيرانية

السبت 13-06-2009 00:00 |

فى الثالث والعشرين من الشهر الماضى، احتشد نحو 15 ألف إيرانى فى صالة المصارعة بمجمع آزادى الرياضى فى طهران لدعم المرشح الإصلاحى مير حسين موسوى، المنافس الرئيسى للرئيس أحمدى نجاد فى انتخابات الرئاسة،

ورغم أن التجمع الانتخابى استقطب حشوداً غفيرة، فإن الغريب فى الأمر أن المرشح نفسه لم يكن حاضراً،

بينما كان «نجم الحفل» هو الرئيس الإصلاحى السابق محمد خاتمى، الذى أعلن دعمه لموسوى عقب سحب ترشيحه فى انتخابات الرئاسة، «تفادياً لانقسام الأصوات»، بحسب قوله.

وقبيل أن يدعو خاتمى آلاف الشباب المحتشدين إلى التصويت لموسوى قائلاً: «مع كتابة اسم موسوى على بطاقة الاقتراع، تكونوا أديتم واجبكم حيال الثورة والإسلام وقررتم مصيركم»،

وقال منظم الحدث، مشيراً إلى خاتمى وسط تصفيق الحضور: «ها هو الرجل الذى يستطيع أن يفتح نوافذ الحرية، وأن يفك العقدة الحالية»، حيث كان خاتمى بالنسبة لقسم كبير من الإيرانيين يمثل الرجل الوحيد الذى يملك «الكاريزما» والشعبية التى تؤهله للإطاحة بنجاد من السلطة.

وفى خطوة تحمل دلالات، أقيم التجمع، دعماً لموسوى فى ذكرى فوز خاتمى فى الانتخابات الرئاسية فى 23 مايو 1997. ورغم أن الإصلاحيين اختاروا موسوى ليكون مرشحهم، فإنهم يريدون أن يكون خاتمى الرجل الذى يقف خلفه،

وقال طالب عن خاتمى: «إنه فى الحقيقة المرشح الخفى الذى يتمتع بالكاريزما اللازمة، لإعطاء الشعب الدافع للذهاب إلى صناديق الاقتراع. نحن نثق بموسوى، لأن خاتمى يثق به».

ويعتبر قسم كبير من الإصلاحيين ومؤيديهم أن خاتمى ليس أكثر جاذبية من التكنوقراطى موسوى فحسب، وإنما يفوقه أيضا فصاحة، ولاسيما فى تصريحاته التى ينتقد فيها نجاد. ويبدو أن الدوائر الإصلاحية تحتاج إلى هذا «المزيج»،

وهو ما أوضحه ناشط إصلاحى بقوله: «خاتمى رمز الديمقراطية الإسلامية، لذا تأتى شعبيته بين الطلاب والفنانين والمثقفين. ونظرا لعلاقاته الوثيقة بنقابات العمال فإنه من المتوقع أيضا أن يصل لكثيرين فى هذه المجموعة ممن صوتوا عام 2005 لصالح نجاد عندما وعد بإجراء إصلاحات اقتصادية.

كان خاتمى (65 عاما) ترأس إيران بين عامى 1997 و2005، وهو يعد أكثر الرؤساء الذين حكموا إيران ليبرالية منذ قيام الثورة عام 1979، وأثار عهده آمالًا بإطلاق إصلاحات كبيرة، خاصة بين شرائح الشباب والنساء.

وأذابت فترة خاتمى بعضا من الجليد الذى اعترى علاقات إيران بالغرب، وهى علاقات عادت لتتوتر مع بداية فترة نجاد، غير أنه دخل الحملة الانتخابية بتردد ودون حماس، بحسب «بى.بى.سى»، وسرعان ما اتضح أن كثيرين ممن هم الآن فى سدة الحكم فى البلاد، لا يريدون عودته رئيساً، لذا فلا يمكن اعتبار انسحاب خاتمى مفاجئاً،

إلا انه خرج من المعركة مخلفاً وراءه رجلا إصلاحيا تعهد بالسير على نهجه إذا ما انتخب رئيساً لإيران.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية