قال الدكتور فؤاد رياض، رئيس لجنة تقصى حقائق 30 يونيو: «طلبنا لقاء وزير الداخلية، ونحن بصدد الذهاب للقائه لسماع شهادته بشأن أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة».
لا يا سيادة القاضى المحترم، لا تذهب إلى سعادة الوزير المحترم، القضاة لا يذهبون إلى السلطان، يسعى السلطان إليهم، الوزير محمد إبراهيم هو من يأتى إلى اللجنة الموقرة فى دارها، يأتى شاهدًا ويخلع عنه رتبة اللواء، ويقسم أن يقول الحق، وتناقشه اللجنة بكامل صلاحياتها التى خلعها عليها الرئيس فى خطاب التكليف.
فلتطلب اللجنة الوزير من فورها، وليبرها الوزير، ويكبر لقاماتها، ويوقر شيوخها، وليمكنها من إنجاز تقريرها، ولتقف اللجنة مع الوزير على الحروف كلها، ولا تخشى فى الحق لومة لائم، لواء أو وزيراً، يقينًا انتقال قامات اللجنة إلى مكتب الوزير للاستماع إلى شهادته يُنقص من قدرها، ويهون من شأنها، ويقوض مصداقيتها. يفرط الدكتور فؤاد فى كرامة اللجنة كثيرًا بطيبة بالغة وحرص بالغ على اكتمال شهادات التقرير، ولو كلفه من قدر اللجنة الكثير، خطيئة لو فعلتها اللجنة ولو كانت بقصد طيب ورغبة فى تجلية الحقيقة، كيف يتسنى أن نصدق تقرير لجنة ذهبت تسعى إلى شهادة وزير فض الاعتصام، السعى فقط بين الصفا والمروة ليس إلى وزارة الداخلية.
لا ملامة على اللجنة إن ذهبت إلى الوزير، إذا كانت قد ذهبت قبله إلى الخفير باعتباره شاهدًا، لكن أن تنتقل اللجنة من أجل شهادة الوزير، خوفًا وطمعًا فى شهادته، لا يصح، ولا يجوز، وغير مقبول، وزير الداخلية ليس على رأسه ريشة!!.
الأدب اليابانى الجمّ الذى يلون أداء الدكتور فؤاد لا يؤذن باكتمال التقرير فى موعده المضروب بالشكل المطلوب، فى 21 نوفمبر المقبل، سيبك من شهادات الإخوان والتابعين، الإخوان لن يشهدوا على أنفسهم، دم الشهداء المسفوك فى رقبتهم إلى يوم الدين، ولن يمكنوا اللجنة من إنجاز التقرير، عمدوا وسيعمدون على تعويق صدور التقرير، وإن مضت اللجنة فى طريقها المرسوم سيعمدون على إجهاض التقرير.
كافٍ ومُرضٍ للإخوان تقرير هيومان رايتس ووتش، دفعوا فيه دم قلبهم، لا يريدون تقريرًا جديدًا، انتظار السمنة من ورك النملة عبث، وتأجيل التقرير مرة تلو المرة لإعطاء فرصة الشهادة للإخوان والتابعين يورثنا قنوطًا من صدور التقرير، الدكتور فؤاد رياض يطلب المستحيل.
إذن، ليس أمامكم سوى إنجاز التقرير وفى موعده، وبما يُرضى ضمائر أعضاء اللجنة المحترمين، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا حتى مع الإخوان، لا تنتظروا ترحيبًا، ولا جزاءً ولا شكوراً، ستُلعنون فى أسفل سافلين، ولكن هذا لا يعنى ذهابكم أبدًا إلى الوزير محمد إبراهيم!!.