x

إيكر كاسياس.. لا مكان للقديسين في ديمقراطية كرة القدم

الأحد 12-10-2014 18:26 | كتب: محمد المصري |
كاسياس كاسياس تصوير : إفي

من المُحبط جدًا أن تنافس على كونك أفضل حارس مرمى في العالم منذ العشرين من عمرك، وحين تصل للثالثة والثلاثين لا تكون حتى ضمن أفضل 10.

ربما لم يمر إيكر كاسياس، حارس مرمى ريـال مدريد والمنتخب الإسباني، بأشهرٍ أصعب من الستة شهور الأخيرة من حياته، تلك التي نال خلالها هزائم مذلة في كأس العالم وخرج بسبعة أهداف خلال مباراتين، قبل أن يبدأ موسمه الجديد بأداءٍ متذبذب مع ناديه، ودخول مرماه 13 هدف في 7 مباريات فقط.

وأخيرًا كانت الخسارة التي تلقاها منتخب إسبانيا في تصفيات أمم أوروبا أمام سلوفاكيا، وتسبب «كاسياس»، بصورة مباشرة، في الهزيمة، بعد تصديه الغريب لركلة حرة من مسافة بعيدة وارتداد الكرة من يده إلى المرمى.

«كاسياس» هو نموذج لما أسماه الكاتب الرياضي الإنجليزي باتريك باركلي ذات مرة بـ«ديمقراطية كرة القدم»، كان يتحدث حينها عن نادي تشيلسي، بعد إقالة جوزيه مورينيو موسم 2007/2008، وقال أن هناك ميزة مهمة في كرة القدم.. وهي أنها ديمقراطية فعلاً، لا أحد قادر على تزييف صوت الجماهير.. لأنه موجود أمامنا في المدرجات.

حارس إسبانيا الأول، أو من ظل كذلك لسنواتٍ طويلة، احتفظ بمكانته ليس لأنه قديسًا ولا لأنه محبوب بين زملاءه، كان الحارس الأول لأنه الأفضل، ولأنه قادر على منع انفرادين صريحين في نهائي كأس العالم كي تفوز بلاده بالكأس، ولأنه حتى حين يستقبل 5 أهداف أو 6 ضد الخصم الأول برشلونة، لا يستطيع أحد أن يلومه على أي منها.

مشاجرة بين جماهير إسبانيا بسبب حذاء كاسياس

تلك المكانة ظهرت واضحة حين هتفت الجماهير باسمه، وضد جوزيه مورينيو، بعد إجلاسه بديلاً لصالح أنطونيو آدان في البداية ثم دييجو لوبيز لوقت طويل لاحقاً طوال عام 2013، كان انحيازًا واضحاً من الجماهيرللحارس الذي عرفوه طوال 13 عامًا، ويعتقدون أنه يستحق مكاناً أفضل من مقاعد البدلاء.

يمر عامين فقط، نفس تلك الجماهير تهتف وتصفر«كاسياس» في سنتياجو بيرنابيو في مباراة الدربي ضد أتلتيكو، يوم 13 سبتمبر، حيث قَدِمَ من خسارة 4-2 ضد ريـال سوسيداد، قبل أن يلعب مباراة ديربي سيئة انتهت بخسارة 1-2، واستهجن البعض قيام الجماهير بالتصفير على «القديس»، والمطالبة بالاعتماد على كيلور نافاس، حارس مرمى منتخب كوستاريكا المتألق في كأس العالم، كحارس أساسي للريـال، إلا أن تلك، تحديدًا، هي ديمقراطية الكرة، حيث لا مكان للقديسين، مساحة الملعب المتاحة هي –فقط- للاعب الأفضل.

كاسياس بين جماهير إسبانيا


الجماهير تُحب وتكره، وهي تحب «كاسياس» بكل تأكيد، ولكن تلك المحبة لن تستمر في حالِ تسبب في الخسارة مرة تلو الأخرى، الجماهير تحب فوز أنديتها أو منتخباتها أكثر من أي شيء.

و«كاسياس»، الشاب الموهوب.. ثم القائد التاريخي.. والقديس المحبوب طوال 14 عاماً، بحاجة الآن، أكثر من أي وقت، إلى بذل المزيد من الجهد من أجل التأكيد على استحقاق مكانه كأساسي، على كيلور نافاس في النادي أو ديفيد دي خيا في المنتخب، وذلك قبل أن تسوء الأمور أكثر من ذلك وقبل أن تهتف الجماهير ضده مرة أخرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية