x

عبد اللطيف المناوي «ملالا» تعيد الثقة فى إمكانية الانتصار على الظلام عبد اللطيف المناوي الأحد 12-10-2014 21:22


مُنحت جائزة نوبل للسلام، الجمعة الماضى (العاشر من أكتوبر)، مناصفة إلى الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاى، والهندى كايلاش ساتيارثى «لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين ومن أجل حق الأطفال فى التعلم». وفى هذا الصدد، شدد رئيس اللجنة النرويجية لنوبل، ثوربيورن ياجلاند، على أن «الأطفال يجب أن يذهبوا إلى المدرسة وألا يتم استغلالهم ماليا». وهذه هى الرسالة السامية، التى حاولت ملالا، البالغة من العمر 17 عاما، نشرها عبر العالم من خلال مدونتها التى بدأت تكتبها منذ سنة 2009.

نشرات الأخبار فى مختلف القنوات البريطانية ومختلف القنوات التليفزيونية فى يناير الماضى اجتمعت مع الصحف البريطانية، سواء الجادة أو الشعبية، على اعتبار أن أهم أخبار ذلك اليوم خروج الطفلة الباكستانية ملالا من مستشفى الملكة إليزابث فى مدينة برمنجهام البريطانية الذى كانت تتلقى العلاج به بعد أن أطلق مسلح من حركة «طالبان» الرصاص على رأسها الصغير لتستقر إحداها فوق عينها اليسرى مباشرة، وذلك لتحديها حركة طالبان وكشفها جرائمهم ومناصرتها لحق البنات فى التعلم.

فى التاسع من أكتوبر من العام الماضى، أوقف شخصان ملثمان سيارة تقل طالبات عائدات من المدرسة، وصعد أحدهما وصرخ فى وجه الفتيات: «من منكن هى ملالا؟ تكلمن وإلا أطلقت النار عليكن جميعاً». وأضاف «المجاهد» صارخاً: «أين التى تهاجم جنود الله، طالبان؟ يجب أن تُعاقب»، ثم تعرف عليها، فأطلق عليها الرصاص.

لم تخجل طالبان مما جنت أيديهم، بل فاخروا، وصرح متحدث باسم حركة «طالبان»، يدعى إحسان الله إحسان: «تم إطلاق الرصاص على ملالا لأنها فتاة علمانية، وأنه يجب اعتبار ذلك تحذيرًا للشباب الآخرين على شاكلتها، وأنها لن تكون آمنة إذا نجت هذه المرة»، وأضاف: «لقد كانت داعمة للغرب، وتعادى (طالبان)، لقد كانت صغيرة ولكنها كانت تدعم الثقافة الغربية».

بدأت شهرة ملالا يوسف زاى عندما بدأت تهاجم وتكشف الفظاعات التى يرتكبها المتشددون الإسلاميون الذين كانوا يسيطرون على وادى سوات شمال غرب باكستان، حيث كانت تعيش، وذلك فى الأعوام 2007-2009 من خلال مدونة تحت اسم مستعار.

وقالت فى مقابلة لإحدى المحطات التليفزيونية: «لقد أردت أن أصرخ وأصيح بأعلى صوتى، وأن أخبر العالم بأسره بما نعانى منه تحت حكم طالبان».

لم تكن ملالا قد أتمت عامها الرابع عشر بعد. وكانت قد منحت جائزة السلام الوطنى فى باكستان فى العام السابق.

فى ظل سيطرتهم على وادى سوات، أحرق المتشددون «أصحاب العمائم» المدارس، وحظروا تعليم البنات، وأجبروا النساء على ارتداء البرقع أو البقاء داخل منازلهن، وحولوا وادى سوات زاهى الألوان إلى وادٍ بلا ألوان.

من بين ما كتبت فى صفحات مفكرتها الصغيرة فى تلك الفترة:

- «يوم السبت 3 يناير 2009: اليوم أعلنت مديرة مدرستنا أن البنات يجب أن يتوقفن عن ارتداء الزى المدرسى بسبب طالبان. تعالين إلى المدرسة باللباس العادى. وفى فصلنا الدراسى حضرت إلى المدرسة ثلاث فتيات فقط. وقد تركت صديقاتى الثلاث المدرسة بسبب تهديدات طالبان».

- «5 يناير: اليوم، طلبت منا معلمتنا عدم ارتداء ملابس زاهية الألوان لأنها قد تثير حفيظة طالبان».

- «الثلاثاء 3 مارس 2009: فى طريقنا إلى المدرسة، طلبت منى صديقتنا تغطية رأسى بشكل لائق، وإلا فإن طالبان ستعاقبنا».

- «الخميس 12 مارس 2009: التهبت حنجرتى وأخذنى والدى إلى الطبيب. وهناك حدثتنا امرأة عن ولد يدعى أنيس، (أنيس كان مع طالبان) وقال له صديقه من طالبان إنه رأى فى المنام أنه محاط بعذراوات فى الجنة. وعندئذ سأل الولد أبويه إذا كان بإمكانه أن يصبح مفجراً انتحارياً حتى يذهب إلى الجنة. فرفض الوالدان. لكن أنيس فجر نفسه أمام نقطة للقوات الأمنية على أى حال».

يعتبر التتويج بجائزة نوبل للسلام تكريماً مهماً لهذه الفتاة الشابة، التى ظلت متشبثة بمبادئها ونضالها من أجل تعليم الفتيات فى العالم، رغم كل التهديدات التى تواجهها داخل باكستان وخارجها. ملالا الآن أصغر حائزة على الجائزة خلال 114 عاما من تاريخ منحها، قد يكون فى قصة ملالا ما يدفع كثيرين ليعيدوا النظر فى مفاهيمهم عن أساليب المقاومة لدفع المجتمع إلى الأمام.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية