لا يبدو وأن الحياة تحت حكم دولة «داعش» أصبحت تروق للفتاتين النمساويتين اللتان عرفا بـ«جميلات داعش»، حيث كشف تقرير نشرته صحيفة «دايلي ميل» البريطانية أنهما قد عبرا عن رغبتهما في العودة مجددًا إلى بلادهما، بعد ضيقهما من العيش هناك وزواجهما بمقاتلين وحملهما، إلا أن تلك الرغبة تواجهها حقيقة قد تكون صادمة للمراهقتين، فالعودة إلى حيث ذهبوا تعتبر «مستحيلة».
وكانت الفتاتين النمساويتين المراهقتين، قد غادرا منازلهما في العاصمة فيينا، أبريل الماضي، لينضما إلى تنظيم «داعش» في مقر حكمه، مدينة الرقة السورية. وكشفت حينها التحريات أنهما كانا يترددا على مسجد وكانا على اتصال بشباب شيشانيين، قبل أن يقوما بالهرب من منازلهما.
ومن قلب دولة «داعش» غردت الفتاتين عدة مرات مديحًا في التنظيم وترويجًا لأفكاره، وكانت الروايات المتعلقة بهم تتجه إلى زوجهما من داعشيين بعد وصولهما إلى مقصدهما «للجهاد»، حسبما كتبوا لأهليهما في رسالات تركوها خلفهم قبل الهرب.
وأشيعت أخبار عن مقتل إحداهما قبل فترة قصيرة، إلا أن تلك الأخبار تبدو وأنها كانت غير دقيقة، بعدما أعلنت صحيفة «أورتيخ» النمساوية، المعروفة باهتمامها وتحقيقها الخاص في اختفاء هاتين الفتاتين وقربها من عائلاتهما، أن الفتاتين استطاعا أن يتصلا بأهليهما، وعبرا عن ضيقهما ورغبتهما في العودة إلى بيوتهم، إلا أن الصحيفة أكدت أن تلك الرغبة تواجهها مشكلة، وهي أن كلتا الفتاتين أصبحتا وجوهًا معروفة عالميًا ما يجعل عودتهما لحياتهما السابقة «شبه مستحيلة».
وقال في هذا الشأن المتحدث باسم وزارة الداخلية، كارل هاينز جروندبويك: «القرار يبدو متأخرًا جدًا، أكبر مشكلة تواجه الراغبين في العودة إلى النمسا أن العودة شبه مستحيلة».
ويعتقد أن حسابات الفتاتين على مواقع التواصل الاجتماعي تم السيطرة عليها من قبل أعضاء التنظيم لتستخدم كمنبر لجذب آخرين إلى ساحة القتال بجانبهم، إلا أن الرواية التي تبنتها الصحيفة هي أن الفتاتين الآن حوامل، بعد زواجهما من شباب شياشاني.
ويقاتل الآن، حسبما يعتقد، حوالي 130 نمساويًا في جانب تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.