قالت صحيفة «ليكسبرسيون» الفرنسية، فى تقرير لها بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاماً على ثورة 23 يوليو، إنه بعدما أطاح الضباط الأحرار بالملك فاروق، وما شهدته الأجواء السياسية فى مصر فيما بعد من حالات شد وجذب فى العلاقة بين جمال عبدالناصر، الرئيس الراحل، والإخوان المسلمين، والتى انتهت بإعدام سيد قطب، المفكر الإسلامى، فإن موافقة الدكتور محمد مرسى، الرئيس المنتخب، على المشاركة فى الاحتفال بذكرى 23 يوليو، إن حدثت، ستعكس رغبة حقيقية للمصالحة مع كل المصريين. ورأت «ليكسبرسيون» أن الدكتور مرسى سيواجه «اختباراًَ مصيرياً»، يتطلب شجاعة أيديولوجية ورؤية وإرادة سياسية لمواجهة «الثورة المضادة» التى ينتشر مؤيدوها فى جميع أنحاء البلاد. ومن خلال استعراض الخلاف التاريخى بين الإخوان والجيش، أكدت الصحيفة أن العلاقة بينهما اتسمت بالعداء وعدم الثقة، كما شهدت سلسلة من التعذيب والاضطهاد وسفك الدماء.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية جاءت صادمة لأغلبية المصريين الذين يرون فى عبدالناصر زعيم الفقراء ورمزاً وطنياً، مؤكدة أن التيار الإسلامى لم يتمكن منفرداً من تحقيق الانتصار، وإنما انتزع الفوز من أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، بفضل أصوات مجموعة من الشباب ليست لديهم انتماءات حزبية والمفكرين، والأشخاص المتضررين من النظام القديم، وضحايا أحداث 25 يناير. وقالت الصحيفة إأن هؤلاء مازالوا يعتقدون أن عبدالناصر هو رمز التقدم وحامى المصالح الوطنية، مشيرة إلى أن «مرسى» يحاول استعادة هذه الشريحة الشعبية، التى تأمل فى أن يجسد مرسى عهداً جديداً، منتظرين شخصية كاريزمية وشجاعة وعملية، كما تتوقع أن يتبنى المصالحة بين التيار الإسلامى والحركات القومية.
ورأت الصحيفة أن هناك مجموعة من الخيارات التى يمكن أن تعزز موقف مرسى سياسياً، مثل الصلاة أمام ضريح عبدالناصر فى ذكرى الثورة، أو إلقاء خطاب، كما أشارت إلى اعتقاد البعض أن الرئيس قد يختار النهج الاجتماعى، حيث يستقبل هدى، الابنة الكبرى لعبدالناصر، وابنه الأصغر عبدالحكيم.
واعتبرت الصحيفة أن قيادات الإخوان أو من وصفتهم بـ«الديناصورات» لن يقبلوا ذلك ، لكن الجيل الجديد من الإخوان المسلمين، الذين انضموا إلى الحركات الثورية فى بداية الثورة رغم معارضة الجماعة سينظرون إليها كأنها «ضربة معلم» من مرسى من شأنها أن تقلل حدة التوترات، ومن ثم دعت الصحيفة مرسى إلى اغتنام الفرصة التى ربما لن تحدث مرة أخرى.