المشهد الأول
الممثلة متوسطة المستوى ريهام سعيد في البلاتوه تقوم بدور المذيعة ريهام سعيد.
المكان: مدينة الإنتاج الإعلامى.
الزمان: 4 يوليو 2014
الحدث: تصوير برنامج «قلبك أبيض».
الضيوف: سامح حسين وعايدة رياض.
صوت المذيعة: «امسكوه عشان أضربوا بالقلم، انتوا كلكوا هنا خدامين وأنا اللى بقبضكوا».
هكذا أمرت المذيعة الطاقم المعاون لها بالانقضاض على مساعد المخرج محمد ماهر، الذي طلبت منه أن يصورها بطريقة معينة حتى تظهر جميلة، رفض المساعد أخذ تعليمات منها، مؤكدا لها أنه يتلقى تعليماته من المخرج أسامة أبوالعطا، وهو ما تسبب في تطور الأمور بحسب رواية المخرج إلى أن وصل لتحريض ريهام لطاقمها بالاعتداء عليه، في مشهد وصفه المخرج بأنه يعود للعصور الوسطى، حيث كان يعيش السادة والعبيد. وانتهى المشهد المؤسف بتحرير محضر بالواقعة في قسم أول أكتوبر.
المشهد الثانى:
الخميس 9 أكتوبر 2014
أحالت النيابة العامة ريهام سعيد إلى محكمة جنح أكتوبر، بسبب قيامها بضرب مساعد مخرج داخل استديو في قناة «النهار». وكانت النيابة العامة قد فتحت تحقيقاً في البلاغ المقدم ضد المذيعة، وقامت بالاستماع لأقوال الشهود، وإجراء التحقيقات حول الواقعة، وضمت أوراق التقرير الطبي.
ملاحظات:
1- معظم الصحف المصرية تجنبت نشر تفصيلات الجريمة التي ارتكبتها ريهام سعيد، في حق مساعد المخرج محمد ماهر، والأهم في حق كرامة المواطن المصري، لكن التفصيلات وردت على لسان المخرج أسامة أبوالعطا في مواقع عربية، وهو شىء يثير الريبة، نظرا لحسابات الصحفيين المتعاملين مع الفضائيات، وتأثير المصالح والمجاملات التي يمثلها «لوبى الفضائيات» في الصحف، وربما تكون هناك أسباب أخرى، حبذا لو نعرفها، إلا إذا كان الحديث عن الكرامة ينشط فقط عندما نتهم السلطة وأجهزتها بإهانة مواطن، أما إهانته في العمل من زملائه أو حتى رؤسائه، فإننا نعتبر ذلك من ضرورات «لقمة العيش»!!
2- مساعد المخرج محمد ماهر قدم بلاغا في المذيعة القوية، والنيابة استدعتها أكثر من مرة، لكنها لم تستجب، وهنا علامة استفهام أخرى: هل ريهام فوق القانون؟، ومن يقف وراءها؟.. من يحميها ويمنحها هذا الصلف والتجبر؟، والأهم هل يجوز للإعلامى الذي يحث الناس ليل نهار على الالتزام بالأخلاق الحميدة ويدعو للمساواة بين المواطنين أمام القانون أن يكون أول من يخرج عن القيم ودولة القانون!!!
3- حين حدثت الواقعة في شهر يوليو الماضى، وبعد أن قام مساعد المخرج بتحرير محضر في قسم شرطة أكتوبر ثانى، قدم هو والمخرج شكوى لنقابة السينمائيين، التي قامت بإرسالها إلى قناة النهار، من أجل اتخاذ موقف تجاه ماجرى، وطالبت الشكوى بوقف عرض البرنامج لحين الحصول على الحقوق الأدبية والمالية المستحقة، وهو مالم يحدث، كما عقدت النقابة جلسة تغيب عنها منتج البرنامج ممدوح شاهين، وفى هذا الوقت قامت «العربية.نت» بالاتصال بالمهندس أسامة الشيخ المشرف على قنوات «النهار»، الذي أكد تلقيه شكوى بالفعل من نقابة السينمائيين بخصوص الأمر، وحول الأمر للشؤون القانونية، على أن يتم التحقيق مع أطراف الأزمة، من أجل الوصول لحل فيما جرى.
وحتى حينه لم يعرف الرأى العام نتيجة تحقيقات الشؤون القانونية بالقناة، وهل أدانت ريهام سعيد أو وجدتها مظلومة، والأغلب أنها لم تجد فيما فعلته ضررا حتى وإن حدث، فالبرنامج أذيع في رمضان الماضى، والمذيعة باقية في مكانها في القناة لم تغادره، فلا لوم ولا تأنيب ولا تقريع ولا لفت نظر ولا تغيب عن الشاشة، فهل هذا معناه أن نتيجة التحقيق كانت لصالحها أم أن ما حدث لا يؤثر على وضع المذيعة في القناة، وأنها فوق القانون.
4- النيابة أحالت مذيعة النهار إلى محكمة الجنح، هناك قضية ينظرها القضاء، ولا أريد أن أتدخل في عمل القضاء أو التأثير على حكمه، فمن الممكن أن تكون ريهام مظلومة أو ظالمة، وفى كلتا الحالتين لابد أن يكون لقناة النهار موقف معلن من هذه المهزلة، وأظن أن القائمين عليها يعرفون جيدا أن لهذه المهنة أخلاق وقيم ومعايير أداء، ليس من بينها الضرب والإهانة لفريق العمل، فلو ثبت ذلك فإننا أمام جريمة إهدار كرامة مواطن، وهي جريمة أدت إلى اندلاع الثورة التي نأمل أن تستعيد مبادئها بقوة، حتى لا يبقى في هذا البلد من يتصور أنه فوق الدستور والقانون، أو من يتعامل كأنه يتفضل على المواطنين باعتباره السيد الذي يوفر لعبيده الرزق والعمل.