أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا ليست جمهورية موز، كي يسعى البعض لتعكير صفوها بتعليمات من الخارج، مضيفا: «إن صفونا لا يتعكر، ولكن الذين يسعون لذلك وأدواتهم سيتعكر صفوهم كثيرا».
جاء ذلك في كلمة له خلال مراسم افتتاح العام الدراسي الجديد في الجامعة التي تحمل اسمه، بمسقط رأسه، في ولاية ريزة، حيث أوضح أردوغان أن «الإرهابيين الذين نزلوا إلى الشوارع ومثيري الشغب، لا علاقة لهم بالمواطنين من أصول كردية، لا من قريب ولا من بعيد»، في معرض تعليقه على أحداث الشغب الأخيرة، التي جرت بذريعة الاحتجاج على هجمات «داعش» ضد مدينة عين العرب (كوباني)، السورية ذات الغالبية الكردية.
وشدد الرئيس على أنه «من الخطأ تحميل كافة الأكراد جريرة ما يفعله هؤلاء المخربون في الشوارع»، مشيرا أن «كوباني مجرد ذريعة، والهدف الحقيقي هو إخضاع تركيا، وزعزعة اقتصادها، الذي حقق نمواً كبيراً، وديمقراطيتها التي تطورت كثيراً، ولوقف نموها وقوتها المتزايدة»، مضيفا: «إنهم يريدون القيام بهذا، ومن المؤسف أنهم يستخدمون بيادقهم التي في داخل تركيا».
وذكر أردوغان أن عناصر «منظمة (بي كا كا)، والحزب السياسي الذي يعد دُميتها، في إشارة إلى حزب (الشعوب الديمقراطي) الذي غالبيته من الأكراد، تعتدي على من يؤدي تحية الإسلام، والصلاة، ويرخي اللحى، واللواتي يرتدين الحجاب، من الأكراد، وينكلون بهم بكل دناءة، رغم أنه لا علاقة لهم بـ(داعش)»، مضيفا:«ما هو الفرق بينكم وبين (داعش)؟ كلاكما إرهابي!».
من ناحية أخرى، لفت أردوغان إلى أن العمل على إظهار تركيا كدولة داعمة للإرهاب بصورة مخالفة للحقيقة تماما، إنما هو من عمل أعدائها، لكن هناك أيضا بعض وسائل الإعلام والأحزاب السياسية في الداخل تلجأ لذلك، متابعا: «حتى بعض منسوبي القضاء والسلك الأمني، من أتباع الكيان الموازي، يلعبون دورا في محاولة الخيانة تلك، حيث قاموا بتوقيف شاحنات المخابرات التي تحمل مساعدات إلى التركمان، وتزويد الجهات المعادية لتركيا بالأكاذيب».
يشار إلى أن الحكومة التركية، تصف جماعة «فتح الله غولن»، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية بـ«الكيان الموازي»، وتتهمها بالتغلغل في سلكي الشرطة والقضاء، والوقوف وراء حملة الاعتقالات، التي شهدتها تركيا، في 17 ديسمبر 2013، بذريعة «مكافحة الفساد»، كما تتهمها بـ«الوقوف وراء عمليات تنصت غير قانونية، وفبركة تسجيلات صوتية».