x

شمس مصر الذهبية تسطع في الدورات الأوليمبية

الأحد 22-07-2012 15:56 | كتب: مصطفى عبد الله |
تصوير : other

يشهد العالم بعد أيام قليلة بداية أعظم مهرجان رياضى على سطح الكرة الأرضية من خلال استضافة العاصمة لندن منافسات الدورة الثلاثين للألعاب الأوليمبية التى يعود تاريخها إلى 6 إبريل عام 1869 عندما استضافت العاصمة اليونانية أول دورة أوليمبية فى التاريخ الحديث بعد مرور 1503 أعوام على الألعاب الأولمبية القديمة، تلتها كل أربع سنوات على التوالى دورات باريس وسانت لويس الأمريكية «وأثينا للمرة الثانية» ولندن واستوكهولم السويدية التي شهدت أول مشاركة مصرية رمزية اقتصرت على أحمد باشا حسنين فى منافسات المبارزة، ثم تلتها دورات برلين وأنفرس البلجيكية فى عام 1920، التى شهدت مشاركة مصر ببعثة حقيقية قوامها 20 لاعبا، يمثلون ست لعبات، غير أن الفرق المصرية لم تنل فوزاً يذكر فى هذه الدورة، ثم باريس للمرة الثانية التى شهدت بعثة قوامها 43 لاعبا، جاءت نتائجهم متواضعة نوعا ما، باستثناء المصارع إبراهيم مصطفى الذى حل رابعا ونفس المركز حققه الرباع حامد سامى.

بدأت مصر تشق طريقها بخطوات واسعة نحو الفوز فى الدورات الأوليمبية، ففى الدورة التاسعة التى أقيمت فى العاصمة الهولندية أمستردام عام 1928 فازت مصر بذهبيتين، الأولى للبطل السيد نصير فى منافسات رفع الأثقال وزن 82.5 كجم بمجموعة 355.5 كجم «ضغط 100 كجم- خطف 110 كجم- نطر 147.5 كجم» والثانية لبطل المصارعة العملاق إبراهيم مصطفى فى وزن 75 كجم، وواحدة فضية وأخرى برونزية للبطل فريد سميكة فى منافسات الغطس من السلم الثابت والمتحرك، بينما حصل المنتخب الكروى بقيادة حسن حجازى على المركز الرابع.

فى مدينة برلين عام 1936 نال أبطال الحديد إعجاب العالم وأثبتوا تواجدهم وحققوا انتصارات لم تعرف من قبل، وتقدمت مصر على ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا فى رياضة رفع الأثقال وحطمت الأرقام القياسية على أيدى اللاعبين المصريين وحصلت مصر هذه الدورة على خمس ميداليات اثنتين ذهب خضر التونى فى وزن 75 كجم، وأنور محمد مصباح فى وزن 67.5، الذى خسر الذهبية بعد أن تساوى مع النمساوى روبرت فين فى رفع 342.5، ولم يفلح الوزن فى تفضيل بطل على الآخر حتى أعلنت اللجنة المنظمة منح كليهما الميدالية الذهبية مع حجب الفضية، بالإضافة إلى فوز البطل صالح محمد سليمان فى وزن 60 كجم وبرونزيتين للأبطال إبراهيم شمس فى وزن 60 كجم وإبراهيم وصيف فى وزن 82.5 كجم.

فى الدورة الأوليمبية الرابعة عشرة بالعاصمة لندن 1948 بعد إلغاء دورتى 1940 و1944 بسبب الحرب العالمية الثانية شاركت مصر فى إحدى عشرة لعبة وحصلت على ذهبيتين فى رفع الأثقال للبطلين محمود فياض فى وزن 60 كجم وإبراهيم شمس فى وزن 67.5 كجم وفضيتين للبطلين عطية حمودة فى وزن 67.5، والطريف أن الاثنين وصلا للنهائى فى نفس الوزن وبنفس الرقم والأحمال 360 كجم، إلا أن شمس تفوق لأنه الأقل وزنا من عطية بالإضافة إلى برونزية للبطل إبراهيم العرابى فى وزن خفيف الثقيل فى منافسات المصارعة الرومانية.

فى دورة هلسنكى الفنلندية 1952 حصل البطل عبدالعال راشد على الميدالية البرونزية فى المصارعة الرومانية وزن 62 كجم كما حصل فريق السلاح على المركز الرابع وحصل بعض لاعبى رفع الأثقال والمصارعة على المركزين الرابع والخامس، بينما أحرز بطل لبنان زكريا شهاب فضية بطولة المصارعة الرومانية لوزن الديك، كما تمكن بطل لبنانى آخر وهو خليل طه من حصد برونزية بطولة المصارعة الرومانية لوزن الريشة، وقد استحق البطل التشيكى اميل زابوتيك لقب نجم الدورة بعد أن حقق ثلاث ذهبيات فى سباقات العدو خمسة وعشرة آلاف متر بالإضافة إلى الماراثون محطما أرقامها القياسية بينما نجحت زوجته دانا فى الفوز بذهبية رمى الرمح برقم قياسى جديد.

أقيمت الدورة الأوليمبية السادسة عشرة عام 1956 فى مدينة ملبورن بأستراليا وهى المدينة التى أقيمت بها جميع مسابقات الدورة باستثناء الفروسية التى استضافتها العاصمة السويدية استوكهولم بسبب قوانين الحجر البيطرى بأستراليا التى حالت دون إقامة مسابقات الفروسية فى ملبورن، خوفاً على ثروة أستراليا الحيوانية ولم تشترك مصر فى الدورة التى أقيمت فى ملبورن بسبب العدوان الثلاثى عليها إلا أنها شاركت فى مسابقات الفروسية وحصلت على المركز التاسع فى الترتيب العام.

على هامش الدورة الأوليمبية السابعة عشرة بالعاصمة روما 1960 تم تعيين المهندس أحمد الدمرداش تونى عضواً باللجنة الأوليمبية الدولية ممثلاً لها فى مصر، وحصلت مصر على الميدالية الفضية للبطل عيد عثمان فى المصارعة والبرونزية للبطل عبدالمنعم الجندى فى وزن الذبابة للملاكمة، بينما حصل منتخب الفروسية على المركز الرابع من بين 23 دولة مشاركة متقدمة على دول عريقة لها ماض فى هذه اللعبة فجاءت فرنسا ورومانيا وبريطانيا فى المراكز من الخامس إلى السابع، أما أشهر من شارك، فانحصر بين كاسيوس كلاى الذى فاز بذهبية الملاكمية وزن 81 كجم قبل احترافه وإسلامه وتغيير اسمه إلى محمد على، والثانى الإثيوبى المعجزة ابيبى كيلا حافى القدمين صاحب ذهبية الماراثون، تلاه المغربى راضى بن عبدالسلام كما حقق البطل العراقى عبدالوحيد عزيز أكبر إنجازات العراق فى تاريخ مشاركته الأوليمبية حينما تمكن من الحصول على برونزية وزن 67.5 فى رفع الأثقال.

فى العاصمة طوكيو عام 1964 حققت مصر بعض المراكز المتقدمة فى ألعاب المصارعة ورفع الأثقال والملاكمة وكان أبرزها حصول فريق كرة القدم على المركز الرابع متقدما على البرازيل والأرجنتين ورومانيا ويوغسلافيا بطلة دورة روما 1960.

فى أول نسخة تقام فى أمريكا اللاتينية وعلى ارتفاع سبعة آلاف قدم من سطح البحر استضافت مدينة نيو مكسيكو أوليمبياد 1968 مما كان له أثر سلبى على تألق الأبطال وتحقيق الأرقام القياسية باستثناء الأمريكى بوب بيمون الذى سجل رقما فذا عالميا وأوليمبيا فى الوثب الطويل 8.90 م ظل قائماً طوال 23 عاما حتى حطمه مواطنه باول سنة 1993 بفارق سنتيمترين فقط 8.93م، أما الحدث الأكبر فهو مشاركة ألمانيا بفريقين شرقى وغربى بعد قرار التقسيم.

بينما شهدت أوليمبياد مدينة ميونخ الألمانية 1972 أحداثا دامية كانت ستؤدى إلى إلغاء الدورة بالكامل عندما قامت إحدى المنظمات الفسلطينية باغتيال 11 من أعضاء البعثة الإسرائيلية مما أدى إلى انسحاب البعثة المصرية وبفضل الروح الأوليمبية ورجال الأمن الألمان عادت الدورة بعد توقف 24 ساعة للانطلاق من جديد، ورغم كل ذلك حقق السباح الأمريكى المعجزة مارك سبيتز 7 ذهبيات، مسجلا 7 أرقام قياسية.

وشهدت دورة مونتريال 1976 انسحاب 22 دولة أفريقية ومنها مصر من الاشتراك فى طابور العرض ومن المنافسات لموافقة اللجنة المنظمة للدورة على اشتراك نيوزيلندا فى الدورة التى سبق أن تم لقاء رياضى بينها وبين جنوب أفريقيا الممنوعة من الاشتراك فى الدورات الأوليمبية بسبب ممارستها التفرقة العنصرية فى ذلك الوقت، كما انسحبت مصر من الدورة الأوليمبية الثانية والعشرين التى أقيمت بموسكو 1980 بسبب الغزو السوفيتى على أفغانستان والذى أجبر العديد من الدول على مقاطعة الدورة، وقد استحقت الرومانية نادية كومانتشى لقب نجمة الدورة بعد حصولها على ثلاث ذهبيات وفضية وبرونزية وحققن إنجاز الحصول على عشرة على عشرة فى المتوازى غير المتناسق لأول مرة فى تاريخ الأوليمبياد.

وشهدت دورة لوس أنجلوس 1984 رفض المشاركة من جانب الدول الاشتراكية، بزعامة الاتحاد السوفيتى ردا على مقاطعة الولايات المتحدة وحلفائها للدورة السابقة وقد نجح البطل الخلوق محمد رشوان فى إحراز الميدالية الفضية للوزن المفتوح فى الجودو رغم إصابته، بينما استحق البطل الأمريكى كارل لويس لقب نجم الدورة بعد أن كرر إنجاز الأسمر جيسى أوينز نجم أوليمبياد برلين 1936 وحصد هو الآخر 4 ذهبيات فى منافسات ألعاب القوى 100/200م وتتابع 100*4 بالإضافة إلى الوثب الطويل، كما شهدت الدورة أول ميدالية أوليمبية نسائية فى تاريخ العرب وأفريقيا عندما أحرزت المغربية نوال المتوكل ذهبية سباق 400 م عدو بينما لم يكتف المغربى سعيد عويضة بذهبية 5 آلاف متر عدو بل حقق رقما قياسيا أوليمبيا 13.05.59 دقيقة.

فى دورة سيول 1988 وهى الأولى فى آسيا استحقت الألمانية الشرقية كريستين أوتو عن جدارة لقب نجمة الدورة بعد أن حصدت 6 ذهبيات فى منافسات السباحة لتصبح أول سيدة تفوز بهذا العدد من الميداليات فى دورة واحدة، أما العرب فقد حقق المغربى مولاى إبراهيم بوطيب ذهبية 10 آلاف متر عدو برقم قياسى أوليمبى جديد 27.21.46 دقيقة فى حين اكتفى مواطنه البطل سعيد عويطة ببرونزية 800م عدو.

تغير العالم خلال 4 سنوات من سيول إلى دورة برشلونة 1992 فاختفى الاتحاد السوفيتى مع مشاركة أبطاله تحت اسم دول الكومنولث وشهد العالم الحرب الأهلية اليوغوسلافية التى شارك أبطالها بلون علم أبيض كما سمحت اللجنة المنظمة بمشاركة البوسنة والهرسك وعودة جنوب أفريقيا بعد نبذها للعنصرية أما أكبر الأحداث فهو عودة ألمانيا للمشاركة بفريق واحد بعد أن تحطم سور برلين، وقد شهد ت الدورة حصول أبطال العرب على 6 ميداليات، ثلاث منها لأبطال المغرب خالد سكاح الذى فاز بذهبية 10 آلاف متر عدو بعد تعرضه لعاصفة من الاستهجان والصفير من جانب المشاهدين لتآمره مع زميله بوطيب لتعطيل الكينى ريتشارد شاليمو مما دعا اللجنة المنظمة لسحب الميدالية ثم إعادتها إليه مرة أخرى بعد وساطة تليفونية من الملك الحسن، كما حققت الجزائر ميداليتين كان أبرزهما ذهبية البطلة حسيبة بولمرقة فى سباق 1500 م عدو كما شهدت نفس الدورة حصول قطر على أول ميدالية أوليمبية فى تاريخها حيث أحرز محمد سليمان برونزية 1500 متر عدو.

فى أطلانطا الأمريكية 1996 بكى المشاهدون على حمل محمد على كلاى شعلة الدورة بعد إصابته بمرض الشلل الرعاش بينما حقق نجم التجديف الإنجليزى إنجازا غير مسبوق فى سيدنى 2000 حيث أصبح الرياضى الوحيد الذى يفوز بخامس ميدالية ذهبيبة على التوالى فى خمس دورات متتالية منذ لوس أنجلوس 1984.

بعد عشرين عاما عاد أبطال مصر لتحقيق 5 ميداليات فى الدورة الأوليمبية الثامنة والعشرين التى أقيمت فى العاصمة اليونانية أثينا 2004 حيث حقق البطل كرم جابر ذهبية فى المصارعة الرومانية، كما حصل البطل محمد على رضا فى الملاكمة على الميدالية الفضية وحصل البطلان أحمد إسماعيل ومحمد الباز على ميداليتين برونزيتين، أما تامر بيومى فحصل على الميدالية البرونزية فى التايكوندو. أما آخر الدورات التى استضافتها بكين الصينية منذ أربعة أعوام فقد شهدت حصول البطل المصرى هشام مصباح على برونزية الجودو وزن 90 كجم وهى الأولى بعد 24 عاما من فضية محمد رشوان فى لوس أنجلوس 1984، وقد شهدت الدورة إعجاز تسجيل 40 رقما عالميا بالإضافة إلى 130 رقما أوليمبيا أبرزها تحطيم الجامايكى الفذ بولت أرقام منافسات 100/200 وتتابع 100*4 بينما حقق السباح الأمريكى المعجزة مايكل فيليبس 8 ذهبيات، بالإضافة إلى 6 ذهبيات وبرونزيتين فى الدورة السابقة بأثينا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية