x

انتفاضة كردية لإنقاذ «عين العرب».. وتركيا: لن نتدخل برياً بمفردنا

الخميس 09-10-2014 19:00 | كتب: وكالات |
تصوير : رويترز

حسمت تركيا موقفها من التدخل فى الحرب على تنظيم «داعش»، مؤكدة أنها لا يمكن أن تتدخل فى الحرب البرية بمفردها، لإنقاذ مدينة عين العرب «كوبانى» الكردية فى شمال سوريا، والتى يتقدم فيها التنظيم، وتشهد حرب شوارع ضارية، وفى الوقت الذى شنت فيه مقاتلات التحالف الدولى غارات جديدة على أطراف المدينة، أكدت الولايات المتحدة أن الغارات الجوية وحدها لن تكون كافية لإنقاذ المدينة.

وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية والغربية والاحتجاجات الكردية الحاشدة التى تجددت فى غالبية المدن التركية، خاصة فى المحافظات الجنوبية، والتى أسفرت عن سقوط 24 قتيلا وإصابة العشرات، للمطالبة بتدخل أنقرة لإنقاذ كوبانى، اعتبر وزير الخارجية التركى مولود جاوش أوجلو أنه «من غير الواقعى» التفكير فى أن تشن تركيا وحدها تدخلا عسكريا بريا ضد «داعش». وأضاف الوزير، فى ختام لقاء مع الأمين العام لحلف الأطلنطى «ناتو» ينس ستولتنبرج فى أنقرة، أمس: «بمجرد التوصل لقرار مشترك لن تتردد تركيا»، معتبرا أن الضربات الجوية التى يشنها التحالف الدولى ضد الجهاديين «ناجحة». وأضاف: «لكن كل العمليات العسكرية الأخرى بما يشمل عملية برية يجب التفكير فيها». وكرر وزير الخارجية التركى قوله إن «السلام لن يعم أبدا بشكل فعلى فى سوريا دون رحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه».

وأكدت صحيفة «حريت» التركية، أمس، أن أنقرة اتخذت قرارا نهائيا بعدم استخدام مذكرة التفويض دون الإعلان عن تشكيل منطقة عازلة وفرض منطقة حظر طيران على الجانب السورى، وفيما نسب إلى مسؤولين أمريكيين قولهم، أمس الأول: «إن صبرهم نفد إزاء الأتراك لرفضهم الانضمام إلى التحالف العسكرى ضد (داعش)»، يزور تركيا، اليوم، منسق الحرب على «داعش» الجنرال جون آلن، لحثها على المشاركة فى الحرب.

وتجددت المواجهات، أمس، فى عدة مدن تركية بين الشرطة ومتظاهرين أكراد يحتجون على رفض حكومة أنقرة التدخل فى سوريا، رغم حظر التجول الذى فرضته السلطات فى 6 محافظات فى جنوب شرق تركيا، حيث الغالبية الكردية، حيث نزل مئات المتظاهرين مجددا إلى الشوارع فى ديار بكر وباتمان وفان وسيرت، ورشقوا بالحجارة والمقذوفات قوات الأمن التى ردت مستخدمة خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع. وجرت مواجهات مماثلة فى مدن اسطنبول وأنقرة ومرسين فى انتفاضة كردية واسعة أسفرت، حسب مصادر أمنية، عن مقتل 24 متظاهرا كرديا بينهم سعودى الجنسية وإصابة واعتقال العشرات، ووقوع أضرار مادية جسيمة بالعديد من الممتلكات العامة والخاصة فى عدة مدن.

واعتبر الرئيس التركى رجب طيب أردوجان أن أعمال العنف التى قام بها متظاهرون أكراد تشكل محاولة «لنسف» محادثات السلام مع المتمردين الأكراد.

وقال: «لن نتسامح مع أى عمل تهديد أو ترهيب يهدد السلام فى تركيا واستقرارها وأمنها، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهة من يثيرون العنف»، وندد رئيس الوزراء التركى أحمد داوود أوجلو بـ«المخربين» الذين يقفون خلف الاحتجاجات، وأكد أنه على الجميع أن يعرف «أن الحكومة لن تضحى بالبلاد، وأنه ستتم إحالة مثيرى الشغب للقضاء».

فى المقابل، أكد نائب حزب الشعب الجمهورى المعارض عن اسطنبول إحسان أوكش أن «داعش» طفل غير شرعى لحكومة العدالة والتنمية، وأضاف، لصحيفة «وطن» التركية، أن مذكرة تفويض الجيش للقيام بعمليات عسكرية فى سوريا والعراق كانت بمثابة «صب البنزين على النار داخل تركيا». وقال إن السياستين الداخلية والخارجية التركية انهارت، وعادت الحكومة لفرض حظر التجوال، ما يذكرنا بفترة الانقلاب العسكرى فى 1980.

وتمثل مدينة كوبانى اختبارا لنجاح الغارات التى تشنها دول التحالف الغربى، ومع تكثيف تلك الهجمات خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلا أن التنظيم يواصل تقدمه ببطء فى شرق وجنوب شرق كوبانى، وبات يسيطر على أكثر من ثلثها، فيما تدور حرب شوارع ضارية بين قوات الحماية الشعبية الكردية، بدعم من الجيش السورى الحر، ومسلحى «داعش».

وأقرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بأن الغارات الجوية وحدها لن تكون كافية لإنقاذ كوبانى، فيما قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن المدينة لا تمثل أولوية لواشنطن فى الحرب الطويلة على التنظيم، وأضاف أن خسارة كوبانى لن تمثل هزيمة استراتيجية فى الحملة الجوية لهزيمة «داعش»، بينما قال وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند إن بلاده «لا تستبعد» لعب دور فى الغارات على «داعش» فى سوريا. وفى غضون ذلك، أعلنت رهبنة الفرنسيسكان، ومقرها القدس، أن جبهة النصرة الفرع السورى لتنظيم القاعدة أطلقت سراح أحد كهنتها الذى كان محتجزا مع نحو عشرين مسيحيا لديها.

وفى العراق، قال مصدر أمنى إن طائرات التحالف الدولى استهدفت 7 مواقع لـ«داعش» بالموصل، ما أسفر عن سقوط نحو 80 من مسلحى التنظيم فى بعقوبة شمال بغداد والأنبار غرب العراق، وقتل وأصيب عشرات الأشخاص فى تفجيرات انتحارية وهجمات تبناها «داعش»، أمس الأول، فى بغداد، وشاركت أولى المقاتلات الأسترالية فى أولى الغارات الجوية على مواقع التنظيم، بعد أن أقلعت من البحرين والكويت، كما وصلت طائرات كندية إلى الكويت للالتحاق بالتحالف الدولى.

واتهمت كتلة «الأحرار» البرلمانية العراقية التابعة للتيار الصدرى (الذى يقوده مقتدى الصدر)، التحالف الدولى بعدم الجدية فى محاربة «داعش»، معتبرة أن التحالف يقصف «مواقع هزيلة»، بينما «يترك المواقع الأساسية للعناصر المسلحة دون أن يتعرض لها»، وسط تحذيرات أمنية من أن يسعى «داعش» لاقتحام مدينة كركوك النفطية، خلال اليومين المقبلين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية